شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

باب أفعل التفضيل

صفحة 102 - الجزء 2

  وقد خفضت بالإضافة، فأشبه مائة رجل، وقد أجازوا قياسًا لا سماعًا أن تثنى وأن تجمع نحو: أنتما أفضل رجلين وأنتم أفضل رجال. انتهى. والمشهور ما عليه الجماعة من وجوب المطابقة في الإضافة إلى النكرة.

  "وإن كانت الإضافة إلى معرفة" فهو ثلاثة أقسام:

  قسم تقصد زيادته على ما أضيف إليه، وقسم يقصد به زيادة⁣(⁣١) مطلقة، وقسم يؤول بما لا تفضيل فيه، "فإن أول أفعل بما لا تفضيل فيه"، أو قصد به زيادة مطلقة "وجبت المطابقة" للموصوف به تشبيهًا بالمعرف بـ"أل" في الأخلاء عن لفظ "من" ومعناها.

  وقد يتواردان على مثال⁣(⁣٢) واحد "كقولهم: الناقص والأشج أعدلا بني مروان⁣(⁣٣) "، فيحتمل "أعدلا" أن يؤول لما لا تفضيل فيه "أي: عادلاهم"، لأنهما لم يشاركهما أحد من بني مروان في العدل، ويحتمل أن يراد به زيادة مطلقة. والناقص: هو يزيد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك من مروان، لقب بذلك لأنه نقص أرزاق الجند. والأشج. بالشين المعجمة والجيم: هو عمر بن عبد العزيز ¥، لقب بذلك لأن بجبينه⁣(⁣٤) أثر شجة من دابة ضربته. وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

  ٥٠١ - ............................. وإن ... لم تنو فهو طبق ما به قرن

  "وإن كان أفعل على أصله من إفادة المفاضلة" على ما أضيف⁣(⁣٥) إليه "جازت المطابقة" لشبهه بالمعرف بـ"أل" "كقوله تعالى": {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ " أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا "}⁣[الأنعام: ١٢٣] فـ: أكابر مفعول أول⁣(⁣٦) لـ"جعلنا"، و"في كل قرية" في موضوع المفعول الثاني، ومجرميها: مضاف إليه "أكابر"، ولو لم يطابق لقيل: أكبر مجرميها، "و" في بعض النسخ: " {هُمْ أَرَاذِلُنَا} " [هود: ٣٧] ولو لم يطابق لقيل: "أرذُلنا".


(١) في "ب": "زيادته".

(٢) في "ب": "محل".

(٣) من شواهد شرح ابن الناظم ص ٣٤٥، وشرح ابن عقيل ٢/ ١٨١.

(٤) في "ب": "بجنبيه".

(٥) في "أ": "وما أضيفت"، والتصويب من "ب"، "ط".

(٦) سقطت من "ب".