شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 5

صفحة 128 - الجزء 2

  ٦٣٩ - لو قلت ما في قومها لم تيثم ... يفضلها في حسب وميسم

  ففيه حذف وتغيير وتقديم⁣(⁣١) وتأخير، و"أصله: لو قلت ما في قومها أحد [يفضلها]⁣(⁣٢) لم تأثم" في مقالتك، "فحذف الموصوف" بجملة "يفضلها" "وهو: أحد" وهو بعض اسم مقدم مجرور بـ"في"، وهو "قومها" "وكسر حرف المضارعة من: تلثم" على لغة غير الحجازيين⁣(⁣٣). "وأبدل الهمزة ياء" لوقوعها ساكنة بعد كسرة تشبيها بالألف، "وقدم جواب: لو" وهو: لم تيثم، على جملة النعت وهي "يفضلها" حال كون الجواب "فاصلا بين الخبر المقدم وهو": في قومها، الذي هو "الجار والمجرور والمبتدأ المؤخر وهو: أحد، المحذوف"، وإنما قدر متأخرًا، لأن النكرة المخبر عنها بظرف أو جار ومجرور مختص، يجب تقديم خبرها عليها. والحسب: بفتح الحاء والسين المهملتين: ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه، والميسم: الجمال، وأصله: موسم، قلبت الواو ياء لوقوعها بعد كسرة.

  ومثال شبه الجملة: {وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ}⁣[الجن: ١١] أي: فريق دون ذلك، وقولهم: ما في بني تميم إلا فوق ما تريد، أي: إلا رجل فوق ما تريد، وقولك: ما منا إلا على أهبة، أو: ما فينا إلا على أهبة، أي: رجل على أهبة.

  فإن لم يكن المنعوت بالجملة بعض اسم مقدم⁣(⁣٤) مخفوض بـ"من" أو "في" لم يحذف⁣(⁣٥) إلا في ضرورة، كقوله: [من الرجز]


٦٣٩ - الرجز لأبي الأسود الحماني في شرح المفصل ٣/ ٥٩، ٦١، والمقاصد النحوية ٤/ ٧١، ولحكيم بن معية في خزانة الأدب ٥/ ٦٢، ٦٣، وله أو لحميد الأرقط في الدرر ٢/ ٣٧٢ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣/ ٣٢٠، والخصائص ٢/ ٣٧٠، وشرح الأشموني ٢/ ٤٠٠، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٤٧، والكتاب ٢/ ٣٤٥، وهمع الهوامع ٢/ ١٢٠، والمخصص ١٤/ ٣٠، وتاج العروس "أثم"، وشرح التسهيل ٣/ ٣٢٣، وشرح المرادي ٣/ ١٥٦.

(١) سقطت من "ب".

(٢) إضافة من "ب"، "ط".

(٣) في "ب": "الحجازية".

(٤) سقطت من "ب".

(٥) في "ب": "لم يجز حذفه".