فصل 5
  ٦٣٩ - لو قلت ما في قومها لم تيثم ... يفضلها في حسب وميسم
  ففيه حذف وتغيير وتقديم(١) وتأخير، و"أصله: لو قلت ما في قومها أحد [يفضلها](٢) لم تأثم" في مقالتك، "فحذف الموصوف" بجملة "يفضلها" "وهو: أحد" وهو بعض اسم مقدم مجرور بـ"في"، وهو "قومها" "وكسر حرف المضارعة من: تلثم" على لغة غير الحجازيين(٣). "وأبدل الهمزة ياء" لوقوعها ساكنة بعد كسرة تشبيها بالألف، "وقدم جواب: لو" وهو: لم تيثم، على جملة النعت وهي "يفضلها" حال كون الجواب "فاصلا بين الخبر المقدم وهو": في قومها، الذي هو "الجار والمجرور والمبتدأ المؤخر وهو: أحد، المحذوف"، وإنما قدر متأخرًا، لأن النكرة المخبر عنها بظرف أو جار ومجرور مختص، يجب تقديم خبرها عليها. والحسب: بفتح الحاء والسين المهملتين: ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه، والميسم: الجمال، وأصله: موسم، قلبت الواو ياء لوقوعها بعد كسرة.
  ومثال شبه الجملة: {وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ}[الجن: ١١] أي: فريق دون ذلك، وقولهم: ما في بني تميم إلا فوق ما تريد، أي: إلا رجل فوق ما تريد، وقولك: ما منا إلا على أهبة، أو: ما فينا إلا على أهبة، أي: رجل على أهبة.
  فإن لم يكن المنعوت بالجملة بعض اسم مقدم(٤) مخفوض بـ"من" أو "في" لم يحذف(٥) إلا في ضرورة، كقوله: [من الرجز]
٦٣٩ - الرجز لأبي الأسود الحماني في شرح المفصل ٣/ ٥٩، ٦١، والمقاصد النحوية ٤/ ٧١، ولحكيم بن معية في خزانة الأدب ٥/ ٦٢، ٦٣، وله أو لحميد الأرقط في الدرر ٢/ ٣٧٢ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣/ ٣٢٠، والخصائص ٢/ ٣٧٠، وشرح الأشموني ٢/ ٤٠٠، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٤٧، والكتاب ٢/ ٣٤٥، وهمع الهوامع ٢/ ١٢٠، والمخصص ١٤/ ٣٠، وتاج العروس "أثم"، وشرح التسهيل ٣/ ٣٢٣، وشرح المرادي ٣/ ١٥٦.
(١) سقطت من "ب".
(٢) إضافة من "ب"، "ط".
(٣) في "ب": "الحجازية".
(٤) سقطت من "ب".
(٥) في "ب": "لم يجز حذفه".