فصل 5
  ٦٤٠ - يرمي بكفي كان من أرمى البشر
  أي: بكفي رجل كان.
  "ويجوز حذف النعت إن علم، كقوله تعالى: {يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} " [الكهف: ٧٩] فحذف النعت وبقي المنعوت "أي: كل سفينة صالحة", بدليل أنه قرئ كذلك(١)، فإن تعييبها لا يخرجها عن كونها سفينة، فلا فائدة فيه حينئذ. قال في المغني(٢).
  "وقول الشاعر" وهو عباس بن مرداس: [من المتقارب].
  ٦٤١ - وقد كنت في الحرب ذا تدرإ ... فلم أعط شيئًا ولم أمنع
  فحذف النعت وأبقى المنعوت، "أي: شيئًا طائلا". والذي أحوج إلى تقدير هذا النعت تحري الصدق، فإن الواقع أنه أعطى شيئًا، بدليل قوله: "ولم أمنع"، ولكنه لم يرتضه، فيحتاج إلى تقدير صفة يكتسي بها الكلام جلباب الصدق، ويتحلى بزينة الحق. وعلله في المغني بدفع التناقض(٣)، واعترض بأن عدم الإعطاء لا يناقض عدم المنع.
  وسبب قول العباس هذا البيت أن النبي - ﷺ - حين أعطى المؤلفة قلوبهم من نفل حنين مائة مائة أعطاه أباعر فسخطها(٤) وقال(٥): [من المتقارب]
  أتجعل نهبي ونهب العبيـ ... ـد بين عيينة والأقرع
٦٤٠ - الرجز بلا نسبة في الإنصاف ١/ ١١٤، ١١٥، وتاج العروس "كون"، "منن"، وخزانة الأدب ٥/ ٦٥، والخصائص ٢/ ٣٦٧، والدرر ٢/ ٣٧٤، وشرح ابن الناظم ص ٣٥٦، وشرح الأشموني ٢/ ٤٠١، وشرح شواهد المغني ١/ ٤٦١، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٥٠، وشرح الكافية الشافية ٣/ ١١٦٥، وشرح المفصل ٣/ ٦٢، ولسان العرب ١٣/ ٣٧٠ "كون"، ٤٢١، "منن"، ومجالس ثعلب ٢/ ٥١٣، والمحتسب ٢/ ٢٢٧، ومغني اللبيب ١/ ١٦٠، والمقاصد النحوية ٤/ ٦٦، والمقتضب ٢/ ١٣٩، والمقرب ١/ ٢٢٧، وهمع الهوامع ٢/ ١٢٠.
(١) هي قراءة أبي وعبد الله بن مسعود وابن عباس وابن جبير، انظر البحر المحيط ٦/ ١٥٤، والكشاف ٢/ ٤٩٥.
(٢) مغني اللبيب ٢/ ٦٢٧.
٦٤١ - البيت للعباس بن مرادس في ديوانه ص ٨٤، والدرر ٢/ ٣٧٦، وشرح ابن الناظم ص ٣٥٦، وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٢٥، والمقاصد النحوية ٤/ ٩٦، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣/ ٣٢٢، وشرح الأشموني ١/ ٤٠١، ومغني اللبيب ٢/ ٦٢٧، وهمع الهوامع ٢/ ١٢٠.
(٣) مغني اللبيب ٢/ ٦٢٧.
(٤) في "ب": "فشحطها".
(٥) ديوانه ص ٨٤.