شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 1

صفحة 157 - الجزء 2

  فهذه ثلاث مراتب، وهي مختلفة في الكثرة والقلة، فمجيئها للمصاحبة أكثر، وللترتيب كثير، ولعكس الترتيب قليل، فتكون عد الاحتمال والتجرد من القرائن للمعية بأرجحية وللتأخر برجحان وللتقدم بمرجوحية. هذا مراد التسهيل⁣(⁣١) وهو تحقيق للواقع لا قول ثالث⁣(⁣٢).

  "وتنفرد الواو" من بين سائر حروف العطف "بأنها" تختص بأحد وعشرين حكمًا:

  الأول: أنها "تعطف اسمًا على اسم لا يكتفي الكلام به" أي بالاسم المعطوف عليه "كـ: اختصم زيد وعمرو، وتضارب زيد وعمرو، واصطف زيد وعمرو"، وسواء زيد وعمرو، وجلست بين زيد وعمرو. فالمعطوف عليه⁣(⁣٣) في هذه الأمثلة، وهو زيد، لا يكتفى به، فلا يقال: اختصم زيد، وتضارب زيد، واصطف زيد، وسواء زيد، وجلست بين زيد، "إذ الاختصام والتضارب والاصطفاف والمساواة⁣(⁣٤) والبينية من المعاني النسبية التي لا تقوم إلا باثنين فصاعدًا"، والواو لمطلق الجمع، فلذلك اختصت بها، بخلاف غيرها من حروف العطف، وإلى ذلك يشير قول الناظم:

  ٥٤٤ - واخصص بها عطف الذي لا يغني ... متبوعه ................................

  "ومن هنا" أي: من هذا المكان وهو اختصاص الواو بذلك "قال الأصمعي"، بفتح الميم، في قول امرئ القيس: [من الطويل]

  ٦٥٩ - .......................................... ... بسقط اللوى بين الدخول فحومل

  بالفاء في إحدى الروايتين: "الصواب أن يقال: بين الدخول وحومل، بالواو"، على


(١) التسهيل ص ١٧٤.

(٢) في حاشية يس ٢/ ١٣٥: "قوله "وهو تحقيق للواقع لا قول ثالث"، تعريض بأبي حيان حيث قال: وهذا ليس مذهب البصريين ولا الكوفيين، بل هو قول ثالث خارج عن القولين يجب اطراحه".

(٣) في "ب": "من".

(٤) سقطت من "ب".

٦٥٩ - صدر البيت: "قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل"، وهو لامرئ القيس في ديوانه ص ٨، والأزهية ص ٢٤٤، ٢٤٥، وخزانة الأدب ١/ ٣٣٢، ٣/ ٢٢٤، والدرر ٢/ ٤٠٨، وسر صناعة الإعراب ٢/ ٥٠١، وشرح ابن الناظم ص ٣٧٣، وشرح شواهد المغني ١/ ٤٦٣، وشرح الكافية الشافية ٣/ ١٢٠٧، والكتاب ٤/ ٢٠٥، ومجالس ثعلب ص ١٢٧، وهمع الهوامع ٢/ ١٢٩، وبلا نسبة في الإنصاف ٢/ ٦٥٦، وأوضح المسالك ٣/ ٣٥٩، والدرر ٢/ ٤١٤ - ٤١٥، وشرح الأشموني ٢/ ٤١٧، وشرح قطر الندى ٨٠، ومغني اللبيب ١/ ١٦١، ٢٦٦، وهمع الهوامع ٢/ ١٣١.