شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 1

صفحة 158 - الجزء 2

  الرواية المشهورة، وهي القياس، لأن البينية لا يعطف فيها بالفاء، لأنها تدل على الترتيب. "وحجة الجماعة" السماع، واختلفوا في التخريج فقال يعقوب بن السكيت: إنه على حذف مضاف، وإن التقدير: بين أهل الدخول فحومل. وقال خطاب المادري: إنه على اعتبار التعدد حكمًا، لأن الدخول مكان يجوز أن يشتمل على أمكنة متعددة، كما تقول: قعدت بين الكوفة، تريد: بين دورها وأماكنها، و"أن التقدير: بين أماكن الدخول فأماكن حومل، فهو بمنزلة: اختصم الزيدون فالعمرون"، إذا كان كل فريق منهم خصمًا لصاحبه. قال: وهذا عندي أصح من أن يجعل شاذًّا إذا ثبتت الرواية. انتهى. والدخول، بفتح الدال، وحومل، بفتح الحاء: موضعان: وسقط، بكسر السين المهملة، ما تساقط من الرمل، واللوى، بكسر اللام والقصر: رمل يعوج ويلتوي. فإن قلت: قدمت⁣(⁣١) أن المساواة من المعاني النسبية التي لا يعطف فيها إلا بالواو⁣(⁣٢)، وقد جاء العطف فيها بـ"أم" كقوله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ}⁣[البقرة: ٦]. قلت: أجيب عنه بأن هذا الكلام منظور فيه إلى حالته الأصلية، إذ⁣(⁣٣) الأصل: سواء عليهم الإنذار وعدمه، فالعطف بطريق الأصالة إنما هو الواو، قاله الموضح في الحواشي.

  الثاني: مما تنفرد به الواو عطف سببي على أجنبي في الاشتغال ونحوه، نحو: زيدًا ضربت عمرًا وأخاه، وزيد مررت بقومك وقومه.

  والثالث: عطف ما تضمنه الأول إذا كان المعطوف ذا مزية، نحو: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى}⁣[البقرة: ٢٣٨].

  الرابع: عطف الشيء على مرادفه نحو: {شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}⁣[المائدة: ٤٨].

  الخامس: عطف عامل قد حذف وبقي معموله، نحو: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ}⁣[الحشر: ٩].

  السادس: جواز فصلها من معطوفها بظرف أو عديله، نحو {وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا}⁣[يس: ٩].

  السابع: جواز تقديمها وتقديم معطوفها في الضرورة، نحو قوله: [من الطويل]

  ٦٦٠ - جمعت وفحشا غيبة ونميمة ... خصالا ثلاثًا لست عنها بمرعوي


(١) في "ب": "قد قدمت".

(٢) سقط من "ب": "التي لا يعطف فيها إلا بالواو".

(٣) في "ب": "إذا".

٦٦٠ - تقدم تخريج البيت برقم ٤١١.