شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

الفصل الثاني في أقسام المنادي بفتح الدال

صفحة 223 - الجزء 2

  فصل:(⁣١)

  "ولا يجوز نداء ما فيه: أل" لأن النداء يفيد التعريف و"أل" تفيد التعريف، ولا يجمع بين معرفين، فلا يقال: يا الرجل، عند البصريين⁣(⁣٢)، "إلا في أربع صور:

  إحداها: اسم الله تعالى، أجمعوا على ذلك، تقول: يا الله، بإثبات الألفين" ألف "يا" وألف "الله" "ويلله⁣(⁣٣)، بحذفهما" معًا "ويا لله، بحذف الثانية فقط" وإبقاء الأولى.

  وعلل سيبويه جواز نداء الجلالة بأن "أل" لا تفارقها، وهي عوض همزة إله، فصارت بذلك كأنها من نفس الكلمة⁣(⁣٤). انتهى.

  وهذا التعليل يناسب إثبات ألف الجلالة في النداء، كما أن الفعل المبدوء بهمزة الوصل إذا سمي به قطعت همزته، تقول: جاءني أنصر وإضرب، بضم الهمزة في الأول وكسرها في الثاني.

  ووجه حذفها في الوصل النظر إلى أصلها، ووجه حذف ألف "يا" أن إثباتها يؤدي إلى التقاء الساكنين على غير حده لكونهما من كلمتين، ووجه إثباتها مع حذف الثانية إجراء المنفصل من كلمتين مجرى المتصل من كلمة واحدة.

  "والأكثر أن يحذف حرف النداء" وهو"يا" خاصة، "وتعوض عنه الميم المشددة، فتقول: اللهم" بحذف حرف النداء وزيادة الميم في آخره، ولم تزد مكان المعوض منه لئلا تجتمع زيادتا⁣(⁣٥) الميم و"أل" في الأول. وخصت الميم بذلك لأن الميم عهدت زيادتها آخرًا كميم زرقم. قاله السيرافي.


(١) في "أ"، "ط": "مسألة"، وأثبت ما في "ب"، وأوضح المسالك ٤/ ٣١.

(٢) انظر شرح ابن الناظم ص ٤٠٦، والإنصاف ١/ ٣٣٥، والمسألة رقم ٤٦.

(٣) في "ط"، وأوضح المسالك ٤/ ٣١: "يا لله".

(٤) الكتاب ٢/ ١٩٥.

(٥) في "ب": "زيادة".