الفصل الثاني في أقسام المنادي بفتح الدال
  وما ذكره من أن الميم عوض عن "يا" هو مذهب البصريين، وذهب الكوفيون إلى أن الميم بعض "أمنا بخير" فيجيزون(١) "يا اللهم" في السعة(٢). ويبطل ذلك أنه حذف على غير قياس وقد التزم، وأنه لا يمتنع: اللهم أمنا بخير، والأصل عدم التكرار.
  "وقد يجمع بينهما" أي بين "يا" والميم المشددة "في الضرورة النادرة، كقوله"، وهو أبو خراش الهذلي: [من الرجز]
  ٧٠٣ - إني إذا ما حدث ألما ... أقول يا اللهم يا اللهما
  وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:
  ٥٨٤ - والأكثر اللهم بالتعويض ... وشذ يا اللهم في قريض
  وقد تخرج "اللهم" عن النداء فتستعمل على وجهين آخرين:
  أحدهما: أن يذكرها المجيب تمكينًا للجواب في نفس السامع، يقول لك: أزيد قائم. فتقول أنت(٣): اللهم نعم، أو: اللهم لا.
  الثاني: أن تسعمل دليلا على الندرة وقلة وقوع المذكور، كقولك: أنا لا أزورك اللهم إلا أن تدعوني. ألا ترى أن وقوع الزيادة مقرونة بعدم الدعاء قليل. قاله في النهاية.
  الصورة "الثانية: الجمل المحكية" المبدوءة بـ"أل" "نحو: يا المنطلق زيد، فيمن سمي بذلك، نص على ذلك سيبويه" وقال(٤): لأنه بمنزلة تأبط شرًا، لأنه لا يتغير عن حاله، إذ قد عمل بعضه في بعض. انتهى.
  ومقتضى ما قدمناه في "أنصر" قطع الهمزة، وإلى هاتين(٥) الصورتين أشار الناظم بقوله:
  ٥٨٣ - ................................. ... إلا مع الله ومحكي الجمل
(١) في "ب": "فيجوزون".
(٢) انظر المسألة رقم ٤٧ في الإنصاف: الميم في اللهم، عوض عن حرف النداء أم لا، وانظر شرح ابن الناظم ص ٤٠٧.
٧٠٣ - الرجز لأبي خراش في الدرر ١/ ٣٩٢، وشرح أشعار الهذليين ٣/ ١٣٤٦، والمقاصد النحوية ٤/ ٢١٦، ولأمية بن أبي الصلت في خزانة الأدب ٢/ ٢٩٥، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٢٣٢، وأوضح المسالك ٤/ ٣١، وشرح ابن الناظم ص ٤٠٦، وشرح الأشموني ٢/ ٤٤٩، وشرح ابن عقيل ٢/ ٢٦٥، وشرح التسهيل ٣/ ٤٠١، والمقتضب ٤/ ٢٤٢، وهمع الهوامع ١/ ١٧٨، والمخصص ١/ ١٣٧.
(٣) سقطت من "ب".
(٤) الكتاب ٣/ ٣٣٣.
(٥) في "ب": "هذين".