شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

الفصل الثاني في أقسام المنادي بفتح الدال

صفحة 224 - الجزء 2

  وما ذكره من أن الميم عوض عن "يا" هو مذهب البصريين، وذهب الكوفيون إلى أن الميم بعض "أمنا بخير" فيجيزون⁣(⁣١) "يا اللهم" في السعة⁣(⁣٢). ويبطل ذلك أنه حذف على غير قياس وقد التزم، وأنه لا يمتنع: اللهم أمنا بخير، والأصل عدم التكرار.

  "وقد يجمع بينهما" أي بين "يا" والميم المشددة "في الضرورة النادرة، كقوله"، وهو أبو خراش الهذلي: [من الرجز]

  ٧٠٣ - إني إذا ما حدث ألما ... أقول يا اللهم يا اللهما

  وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

  ٥٨٤ - والأكثر اللهم بالتعويض ... وشذ يا اللهم في قريض

  وقد تخرج "اللهم" عن النداء فتستعمل على وجهين آخرين:

  أحدهما: أن يذكرها المجيب تمكينًا للجواب في نفس السامع، يقول لك: أزيد قائم. فتقول أنت⁣(⁣٣): اللهم نعم، أو: اللهم لا.

  الثاني: أن تسعمل دليلا على الندرة وقلة وقوع المذكور، كقولك: أنا لا أزورك اللهم إلا أن تدعوني. ألا ترى أن وقوع الزيادة مقرونة بعدم الدعاء قليل. قاله في النهاية.

  الصورة "الثانية: الجمل المحكية" المبدوءة بـ"أل" "نحو: يا المنطلق زيد، فيمن سمي بذلك، نص على ذلك سيبويه" وقال⁣(⁣٤): لأنه بمنزلة تأبط شرًا، لأنه لا يتغير عن حاله، إذ قد عمل بعضه في بعض. انتهى.

  ومقتضى ما قدمناه في "أنصر" قطع الهمزة، وإلى هاتين⁣(⁣٥) الصورتين أشار الناظم بقوله:

  ٥٨٣ - ................................. ... إلا مع الله ومحكي الجمل


(١) في "ب": "فيجوزون".

(٢) انظر المسألة رقم ٤٧ في الإنصاف: الميم في اللهم، عوض عن حرف النداء أم لا، وانظر شرح ابن الناظم ص ٤٠٧.

٧٠٣ - الرجز لأبي خراش في الدرر ١/ ٣٩٢، وشرح أشعار الهذليين ٣/ ١٣٤٦، والمقاصد النحوية ٤/ ٢١٦، ولأمية بن أبي الصلت في خزانة الأدب ٢/ ٢٩٥، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٢٣٢، وأوضح المسالك ٤/ ٣١، وشرح ابن الناظم ص ٤٠٦، وشرح الأشموني ٢/ ٤٤٩، وشرح ابن عقيل ٢/ ٢٦٥، وشرح التسهيل ٣/ ٤٠١، والمقتضب ٤/ ٢٤٢، وهمع الهوامع ١/ ١٧٨، والمخصص ١/ ١٣٧.

(٣) سقطت من "ب".

(٤) الكتاب ٣/ ٣٣٣.

(٥) في "ب": "هذين".