لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

حديث الإفك

صفحة 98 - الجزء 1

  يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارٗا ١٣ ...}⁣[الاحزاب: ١٣] المعنى: أن بعض المنافقين قيل: هو عبدالله بن أُبَي وأصحابه قالوا لأهل يثرب - أي أهل المدينة - يا أهل يثرب لا ينبغي لكم المقام هاهُنا عند النبي ÷ فلا ترابطوا فيه؛ لأنه مقام هلاكٍ محقق، والمُرابط فيه مقتولٌ بِلا شك، فارجعوا إلى منازلكم وبيوتكم.

  قوله تعالى: {وَيَسۡتَـٔۡذِنُ فَرِيقٞ مِّنۡهُمُ ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوۡرَةٞ وَمَا هِيَ بِعَوۡرَةٍۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارٗا ١٣ وَلَوۡ دُخِلَتۡ عَلَيۡهِم مِّنۡ أَقۡطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُواْ ٱلۡفِتۡنَةَ لَأٓتَوۡهَا وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ إِلَّا يَسِيرٗا ١٤ وَلَقَدۡ كَانُواْ عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ مِن قَبۡلُ لَا يُوَلُّونَ ٱلۡأَدۡبَٰرَۚ وَكَانَ عَهۡدُ ٱللَّهِ مَسۡـُٔولٗا ١٥}⁣[الأحزاب]، المعنى: إن فريقا من المنافقين لما سمعوا نصيحة عبدالله بن أُبِيّ وأصحابه استأذنوا النبي ÷ في الرجوع إلى بيوتهم ومنازلهم مُتَعلِّلين بِأَنَّ بيوتهم معرضة للعدو ليس دونها ما يحجبها منه، فهم يخشون عليها منهم، والواقع أن بيوتهم ليست كما يقولون، بل مُرادهم وغرضهم ليس إلا الفرار.

  ثم أخبر سبحانه بأن هؤلاء الأحزاب لو دخلوا المدينة من جوانبها ثم طلبوا من المنافقين الفارِّين إلى بيوتهم أن يرتدّوا عن الإسلام ويكفروا بالدين لكفروا وارتدّوا.

  ثم أخبر سبحانه بأن فرار المنافقين إلى بيوتهم ومنازلهم غير نافع لهم فلن يلبثوا بها إلا يسيراً ثم يأتيهم الموت الذي فرّوا منه بزعمهم.

  ثم أخبر الله تعالى عن خسّتهم ودناءتهم، حيث نقضوا عهد الله الذي عاهدوه على الوفاء به فنقضوه وخانوا الله ورسوله ÷.

  ثُم قال لهم سبحانه: {قُل لَّن يَنفَعَكُمُ ٱلۡفِرَارُ إِن فَرَرۡتُم مِّنَ ٱلۡمَوۡتِ أَوِ ٱلۡقَتۡلِ وَإِذٗا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلٗا ١٦ قُلۡ مَن ذَا ٱلَّذِي يَعۡصِمُكُم مِّنَ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَ