ابتلاء واختبار
  وتم الصلح على:
  ١ - أنْ يرجع النبي ÷ هذه السنة عن دخول مكة على أن يدخلها معتمراً في العام المقبل، وسُمّيت هذه العمرة عمرة القضاء، والأولى عمرة الحديبية.
  ٢ - أنَّ على النبي ÷ أن يردَّ إلى قريشٍ مَنْ أتاه منهم وإن كان مسلماً.
  ٣ - ليس على قُريشٍ أن يردّوا من جاءهم من المسلمين.
  ٤ - أن يأمن الطرفان، فلا يمسّ أحدٌ منهما الآخرَ بأذى، ولا يتعرّض له بمكروه، وإطفاء نار الحرب وترك القتل والقتال.
  ٥ - أن تكون فترة هذه الهدنة عشر سنوات يختلط فيها الطرفان ويأمن الفريقان حيثما كانوا وحيث حلوا ونزلوا.
ابتلاء واختبار
  رأى رسول الله ÷ قبل خروجه إلى الحديبية في المنام أنه دخل هو وأصحابه مكة آمنين وحلقوا وقصَّروا، فقصَّ ÷ هذه الرؤيا على أصحابهِ فَفَرِحوا واستبشروا، وحسبوا أنها في ذلك العام، فلمَّا تَمَّ الصلح ورجع المسلمون المدينة ولم يدخلوا مكة؛ فحصل للبعض ريبةٌ وداخلتهم الشكوك، وكان عمر بن الخطاب أوَّل من واجه النبي ÷ بتلك الشكوك، فأنزل الله تعالى في تأكيد صحّة قول النبي ÷ وطرد الشكوك عنه قوله تعالى: {لَّقَدۡ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءۡيَا بِٱلۡحَقِّۖ لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَۖ فَعَلِمَ مَا لَمۡ تَعۡلَمُواْ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتۡحٗا قَرِيبًا ٢٧}[الفتح: ٢٧]، فأكّد سبحانه للمؤمنين بصيغ التوكيد البليغة أنَّ رؤيا النبي ÷ رؤيا حق وأنها ستقع حسب ما أخبر.