لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

أفضل زوجات النبي ÷

صفحة 182 - الجزء 1

  فَتَعَالَيۡنَ أُمَتِّعۡكُنَّ وَأُسَرِّحۡكُنَّ سَرَاحٗا جَمِيلٗا ٢٨ وَإِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَ فَإِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلۡمُحۡسِنَٰتِ مِنكُنَّ أَجۡرًا عَظِيمٗا ٢٩}⁣[الأحزاب]، فخيّر النبي ÷ نساءه وخيّر عائشة خاصة.

  ٦ - كانت عائشة واحداً من الأسباب التي أثارت الناس على الثورة على عثمان بن عفان حتى قُتِل، وقد كان قتل عثمان باب فتنة بعيدة المدى، وكانت عائشة تسمي عثمان نعثلاً، وتقول: «اقتلوا نعثلاً فقد كفر»⁣(⁣١).

  ٧ - وكان لعائشة دور فعّال في تحميس الناس على حرب علي بن أبي طالب في البصرة (حرب الجمل)، وقد كانت في هذه الحرب قائدة ميدانية.

  ٨ - كان لعائشة علم وفقه، وقد روي عنها من ذلك شيء كثير.

  ٩ - تعمَّرت عائشة كثيراً بعد موت النبي ÷، وأدركت الخلاف بعد موت النبي ÷، ثم دخلت في الفتنة ضدّ علي بن أبي طالب #.

  رَأْيُنَا في عائشة/ هو أنها زوجة نبينا محمد ÷ فهي صحابية من الدرجة الأولى، وهي - وإن صدر منها ما صدر من حرب علي بن أبي طالب وعداوتها لأهل البيت - حرمتها الأولى باقية، بمعنى أن حرمتها في عهد النبي ÷ وبعد الدخول في الفتنة سواء، لم تنقص حرمتها بسبب الدخول في الفتنة، وهكذا كان يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ففي نهج البلاغة كلام تشكّى فيه أمير المؤمنين من عائشة ثم قال بعد ذلك: (ولها بَعْدُ حرمتها الأولى، وحسابها على الله).


(١) السيرة الحلبية (٣/ ٤٠٢)، تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي (١/ ٣٠٠، ٣٠٤)، والطبري في تاريخه، وابن الأثير في الكامل، وبلفظ: «اقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلاً» في شرح نهج البلاغة (٦/ ٢١٥)، وانظر: تفسير الألوسي (١١/ ١٩٢)، جامع غريب الحديث (٢/ ٤٠٦)، ورواه ابن قتيبة في الإمامة والسياسة بلفظ: «فقد فجر».