[النبي ÷ في دولته]
  ٢ - أنها تأخذ المال في مقابل خدمات تقدّمها الدولة كحماية رعاياها، وتأمين طرقهم، وتأمين تجاراتهم و ... الخ.
  ٣ - أن قيام الدولة لا يتمّ إلا بالمال، فالمال ضروري للدولة، ولا مصدر له سوى ما تجبيه من رعاياها.
  وقد ألزم الله تعالى ولاة الإسلام قبل الدخول في القتال أن يدعوا من يريدون قتاله إلى الإسلام أو الاستسلام أو القتال، وكره الله لهم ورسوله ÷ أن يقاتلوا أحداً قبل الدعوة إلى ذلك، والتكرير لها، والترغيب في الإسلام.
[النبي ÷ في دولته]
  وكان رسول الله ÷ يكره القتل وسفك الدماء ويميل بطبعه إلى العافية والسلامة، وكان لا يقرّر القتل أو القتال إلا عند الضرورة، وكل ذلك لما جبله الله تعالى عليه من الرحمة العامة والشفقة، فأطلق ÷ أسرى المشركين في بدر وكانوا ألدّ الأعداء وأشدّهم قساوة وعداوة على النبي ÷، وردّ سبايا يوم حنين، وعفا عن أهل مكة يوم فتحها مع أنهم الغاية في العداوة، ولم يلقَ النبي ÷ من أحد مثل ما لقي منهم.
  وعلى الجملة فقد كانت شخصيته ÷ العفو والصفح، وكانت صفته المذكورة في الكتب السابقة أنه لا يجزي على السيئة أو يكافئ على السيئة بالسيئة.
  وكان من شيمته ÷ في سيرته طول حياته المباركة الإغضاء عن عيوب أصحابه ومساويهم، ويقبل أعذار المذنبين إذا اعتذروا من غير مناقشة ولا مساءلة حتى اتهمه المنافقون بالغباء وقلّة التمييز كما حكاه الله تعالى في قوله: {وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٞۚ}[التوبة: ٦١]، أي: أنه يسمع ويَقْبَل كل ما يقال له ويستجيب لذلك من غير تمييز، ولم يعرف المنافقون أن ذلك إنما صدر منه عن كرم أخلاقة وعظيم شيمته، وعن