لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[النبي ÷ في دولته]

صفحة 198 - الجزء 1

  وكان ÷ يشاور أصحابه في قرارات الحرب والسلم، وفي النوازل الهامة إذا لم ينزل فيها وحي، أما إذا نزل فيها وحي بأمرٍ فإنه ÷ ينفذه من غير مشاورة.

  وكان ÷ يجلس بين أصحابه كأحدهم حتى إن الغريب إذا جاء يسأل: أيّكم رسول الله ÷؟ ولم يكن ÷ يتعاظم ولا يترفّع بل إن خلقه التواضع والرفق واللين والسهولة وعدم التكلّف، فبيوته مثل بيوت أصحابه أو دونها مبنيّة من اللبن ومسقوفة بجريد النخل، وهكذا كان مسجده ÷.

  ليس لبيوته حرس ولا حجاب، يجيب دعوة من دعاه ولو كان من أوضع الناس أو أفقرهم؛ فيدخل بيوتهم، ويأكل من طعامهم ويدعو لهم، ويصلي ركعتين في مكان من البيت ليتخذوه مصلى.

  وكان العبد يأخذ بيد النبي ÷ فيذهب به حيث يشاء لا يأنف من ذلك ولا يترفّع، وكان يجلس على الأرض ويأكل على الأرض، وكان يجلس مثل جلوس العبد؛ تواضعاً منه ÷.

  وكان ÷ ربما هَزَلَ بغير معصية الله، أو استمع إليه، في السفر والحضر؛ لما في ذلك من استدعاء انبساط أصحابه إليه وإقبالهم عليه، وكان يشارك أصحابه في جدّهم وهزلهم ويداعب أولادهم، وكل ذلك لما ذكرنا.

  وكان ÷ يتفقّد أصحابه فإذا افتقد أحدهم سأل عنه فإن كان مريضاً عاده، وإن مات شهد جنازته وصلى عليه، وإن سافر دعا له بخير.

  وكان ÷ إذا رأى متنازعين أصلح بينهم، وكان يخرج من المدينة ليصلح بين المتنازعين.

  وكان ÷ عظيم الشفقة والرحمة والنصيحة بأصحابه، شديد التلطّف بهم حتى في تبليغ الأحكام إليهم، فإذا كان في تبليغهم بعض الأحكام ما قد ينفرهم شيئاً من