[النبي ÷ في دولته]
  التنفير اختار لذلك الوقت المناسب، وألقاه إليهم بألطف العبارات وأخفّها، ومثال ذلك واضح في حديث: «علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»(١) وحديث: «لأبعثنّ بالراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه»(٢) رواهما البخاري، وحديث الغدير: «من كنت مولاه فعلي مولاه»(٣)، وكحديث «قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد»(٤).
  وكانت سنته ÷ إذا خرج بجيشه لغزو قوم أوهم أنه يريد غيرهم، من غير أن يكذب، وذلك من أجل:
  ١ - أن لا ينصب له الأعداء الكمائن في طريقه لو علموا بوجهته.
(١) صحيح البخاري (٥/ ٢٣ رقم ٣٧٠٦)، (٦/ ٣ رقم ٤٤١٦).
(٢) صحيح البخاري (٤/ ٥٧ رقم ٢٩٤٢)، (٥/ ٢٢ رقم ٣٧٠١)، (٥/ ١٧١ رقم ٤٢١٠).
(٣) ذكر هذا اللفظ ضمن حديث الغدير في: المعجم الكبير (٤/ ١٦ رقم ٣٥١٤)، المعجم الأوسط (٢/ ٢٧٥ رقم ١٩٦٦) (٢/ ٣٦٨ رقم ٢٢٥٤)، المعجم الصغير (١/ ١١٩ رقم ١٧٥)، المستدرك على الصحيحين (٣/ ١١٨ رقم ٤٥٧٧) (٣/ ٦١٣ رقم ٦٢٧٢) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعلق عليه من تلخيص الذهبي بقوله: صحيح. وهو أيضاً في السنن الكبرى للنسائي (٧/ ٤٣٩ رقم ٨٤١٩) وفي خصائص علي (١/ ١٠٢ رقم ٨٨) وغيره من كتب السنة بأسانيد مختلفة، وقد روي أيضاً منفرداً بدون ذكر يوم الغدير كما في الكتاب في مصادر كثيرة جداً تركنا نقلها اختصاراً.
(٤) سنن ابن ماجه (١/ ٢٩٣ رقم ٩٠٤)، مسند ابن أبي شيبة (١/ ٣٤٣ رقم ٥٠٥)، مسند أحمد (٢٨/ ٢٩٩ رقم ١٧٠٦٧)، صحيح ابن حبان (٣/ ١٩٣ رقم ٩١٢)، صحيح مسلم (١/ ٣٠٥ رقم ٤٠٥)، صحيح البخاري (٤/ ١٤٦ رقم ٣٣٧٠)، وغيرها كثير وبروايات متعددة في كل كتاب وإنما تركناها اختصاراً.