لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[أصحاب النبي ÷ في دولته]

صفحة 200 - الجزء 1

  ٢ - أن يصل بجيشه حيث يريد وعدوّه على غير استعداد.

  هكذا كانت غزواته ÷ وسراياه إلا في غزوة تبوك فإنه أظهر وجهته فيها ومراده، وذلك أنها كانت غزوة بعيدة الشقّة تحتاج إلى مراكب وأزواد وإعداد واستعداد.

[أصحاب النبي ÷ في دولته]

  وكان أصحاب النبي ÷ في حياته على أصناف: مهاجرين وأنصار، وفي كُلٍّ: منافقون وصادقون في إيمانهم، وفيهم المجاهد الفاتك بسيفه في المشركين، وفيهم غير ذلك، وفيهم الثابت في مواطن القتل والقتال الصابر، وفيهم من يفرّ ولا يثبت، وفيهم ذوو الأثر العظيم في الجهاد، وفيهم ذوو الأثر المتوسط، وفيهم ذوو الأثر الضعيف، وفيهم الذي لا أثر له أصلاً، وفيهم من هو شديد التعظيم للنبي ÷ شديد الحياء منه، وفيهم خلاف ذلك، وفيهم من نوّه النبي ÷ بفضله، وفيهم غير ذلك، وفيهم من اشتهر بقلّة الأدب مع النبي ÷، وفيهم من كان ينتقد النبي ÷ ويطعن عليه في تصرفاته، وهم أعيان المهاجرين وكبارهم فإنهم طعنوا عليه في تأميره لأسامة، وطعنوا عليه قبل ذلك في تأميره لأبيه زيد بن حارثة، وطعن عليه بعضهم في صلح الحديبية، وفي الصلاة على المنافقين قبل نزول النهي، وفي الصلاة على مرجوم ومرجومة في الزنا.

  وكان بعضهم ينزره ÷ - أي: يرفع صوته بالاستنكار على النبي ÷ - وكان بعضهم يفرض رأيه على النبي ÷، ويأمر النبي ÷ بقبول ذلك، ويرفع صوته فوق صوته ÷.

  ومنهم من كان يتكلّم بملءِ فيه ضدّ المشركين فإذا حصل التواجه بالسيوف اختفى، وقد ذكر الله تعالى الكثير من ذلك: {مِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلدُّنۡيَا وَمِنكُم مَّن