[أصحاب اليد الطولى في نصرة الدين]
  يُرِيدُ ٱلۡأٓخِرَةَۚ} وذكر الله أن منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، ومنهم من بدّل، وأن منهم من وهن وضعف واستكان، ومنهم من صبر.
[أصحاب اليد الطولى في نصرة الدين]
  وتدل مصادر السيرة النبوية إلى أن اليد الطولى بشكل عام في الجهاد والثبات والقتل والقتال هي للأنصار، ولأشخاص معدودين من المهاجرين، يتبين ذلك في غزوة أحد؛ فإن القتلى من الأنصار كانوا ستة وستين، ومن المهاجرين أربعة قتلى لا غير، ويتبيّن أيضاً في يوم بدر فإن النبي ÷ حين خرج بالمسلمين إلى بدر وكان قد وعده الله تعالى إحدى الطائفتين، فلما نزل ببدر بلغه أن قريشاً نزلت قريباً منه؛ فشاور المسلمين وطلب آراءهم، فأجابه بعض المهاجرين؛ فكرّر ÷ السؤال؛ فأجابه بعض المهاجرين، وكرّر السؤال؛ فقام بعض كبار الأنصار فقال: كأنك تعنينا يا رسول الله؟ قال ÷: «نعم»، فقال ما معناه: قد آمنا بك وصدقناك فسر بنا إلى عدونا، والله لو أمرتنا أن نخوض البحر لخضناه معك ما تخلّف منا رجل والله، وتكلم بعده بعضهم فقال قريباً من مقالته، وتكلّم آخر منهم بنحو ذلك؛ فدعا لهم بخير وأمرهم بالمسير إلى عدوّهم، وقال: «أبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين»، فإن في ذلك دليلاً على أن الأنصار هم الجناح الفعال في الجهاد ومواجهة الأعداء من المشركين.
[الدولة بعد وفاة النبي ÷]
  وقد مدح الله تعالى الأنصار بأنهم آووا المهاجرين ونصروا الإسلام ونبي الإسلام في قوله تعالى: {وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ ...}[الأنفال: ٧٢، ٧٤].
  وقد برز فيهم الكثير وظهر فضلهم ظهوراً كبيراً، ونوّه به النبي الكريم ÷، إلا أن الخلافة بعد موت النبي ÷ صارت خلافة قرشية، تسيطر عليها