لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[خارج الجزيرة العربية]

صفحة 223 - الجزء 1

[خارج الجزيرة العربية]

  وحين انتهت حروب الردة واستسلمت قبائل الجزيرة العربية لخلافة قريش جيّش أبو بكر الجيوش وجعلها جيشين، جيش وجّهه إلى ممالك الفرس، وجيش وجهه إلى ممالك الروم - بلاد الشام -

  وأعطى قيادة الشام ليزيد بن أبي سفيان وخالد بن الوليد، وقيادة العراق لسعد بن أبي وقاص الزهري.

[عمر بن الخطاب]

  ومات أبو بكر وأوصى بالخلافة لعمر بغير مشورة، وسار عمر بسيرة أبي بكر، إلا أن عمر كان حاقداً على خالد بن الوليد فعزله عند توليه، وأقرّ سائر ولاة أبي بكر، وفي عهده انتصرت الجيوش الإسلامية على الفرس وعلى الروم، ثم طُعِن عمر وهو يصلي بالناس طعنه أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة فكتب عهده بالخلافة إلى ستة من الصحابة هم: علي، وعثمان، وطلحة، والزبير، وعبدالرحمن بن عوف، وسعيد بن زيد، وقال في عهده: إذا اجتمع أربعة على اختيار واحد وخالفهم اثنان فاقتلوا الاثنين، وإن اجتمع ثلاثة وثلاثة فالحق مع الذين فيهم عبدالرحمن بن عوف وإذا أصرّ الثلاثة على الخلاف فاقتلوهم، فأجمع القوم برئاسة عبدالرحمن بن عوف على مبايعة عثمان فبايعوه، فخالف عثمان في سيرته سيرةَ أبي بكر وعمر، فجعل الخلافة حكراً على بني أمية، وسلّطهم على الناس، وأطلق أيديهم في عمل ما شاؤوا، وأحدث أحداثاً كثيرة أدّت إلى كراهته، وأخيراً اجتمع المسلمون على مطالبته بالتخلّي عن الخلافة فأبى وأصرّ على الاستمرار فيها فقتلوه.

  ووصول كل من الخلفاء الثلاثة إلى الخلافة قد كان وفق ترتيبات مسبقة