[علي # في عهد الثلاثة]
  وخطط مرسومة، بيتتها قريش ووفّرت لها أسباب النجاح؛ ولم يكن للشورى في خلافة الخلفاء الثلاثة أي تدخل، فكانت خلافة الخليفة الأول كما وصفها عمر: «إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرّها، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه»(١)، هكذا روى البخاري، وكانت بيعة عمر بالوصية من أبي بكر، وكانت بيعة عثمان بالوصية من عمر، وكانت خلافة معاوية بالقهر والغلبة.
[علي # في عهد الثلاثة]
  وقد التزم علي بن أبي طالب خلال عهد الخلفاء الثلاثة السكوت(٢)، وجلس في بيته، وفي ماله بينبع وكانوا يراقبونه أشدّ المراقبة، فلم يصدر منه ما يبعث على قلق الخلافة القرشية، وقد ذكر # المانع له من حربهم، فقال كما في نهج البلاغة: (فنظرت فلم أجد إلا أهل بيتي فضننت بهم عن الموت، فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى أرى تراثي نهباً ... إلخ).
  ورأى # مع هذا أن قيامه بالحرب في وجه الخلافة القرشية ربما أدى إلى ضياع الإسلام لقرب العهد بالشرك فتكون الحرب سبباً للردة، فآثر #
(١) رواه الإمام الهادي # في تثبيت الإمامة بهذا اللفظ، وممن رواه من المخالفين البخاري في صحيحه وأحمد بن حنبل في مسنده وعبدالرزاق في مصنفه وابن حبان في صحيحه وفي الصواعق لابن حجر روى الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما ثم ذكر الرواية، وهؤلاء ذكروه بلفظ: «تغرة أن يقتلا ...» وفي تاريخ اليعقوبي بلفظ: «فمن عاد لمثلها فاقتلوه».
(٢) المراد بالسكوت عدم الحرب، ولذا قال المؤلف حفظه الله تعالى: وقد ذكر # المانع له من حربهم، وأما المطالبة بالكلام فلم يسكت عنها، ومن ذلك ما رواه الجوهري في كتاب السقيفة ومنه قول علي #: (يا معشر المهاجرين، الله الله لا تخرجوا سلطان محمد عن داره وبيته إلى دوركم وبيوتكم) ... إلى قوله: (فوالله يا معشر المهاجرين لنحن أحق بهذا الأمر منكم ... إلخ)، ورواه ابن قتيبة في الإمامة والسياسة، والواقدي في كتاب الردة، وابن أبي الحديد في شرح النهج وغيرهم.