لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[سبب ميل الأغلب مع قريش]

صفحة 225 - الجزء 1

  المصلحة العامة للإسلام والمسلمين، وقد سألتْهُ فاطمةُ عن سبب قعوده عن القيام بسيفه في وجه الخلافة، فقال لها وكان المؤذّن يؤذن بالشهادتين: (أتحبين أن يذهب هذا النداء؟ فقالت: لا فقال: هو ذاك) أي: أن الحرب ستكون سبباً لذهاب الشهادتين. هذا معنى الرواية.

  وكان علي # رأس المعارضين للخلافة القرشية، وأتباعه في المعارضة هم بنو هاشم، وعمار بن ياسر، وأبو ذر الغفاري، والمقداد بن الأسود، وآخرون لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليدين.

[سبب ميل الأغلب مع قريش]

  وقد يقال: كيف مال أصحاب النبي ÷ مع خلافة قريش وهي غير شرعية؟ وأيضاً كيف أعرضوا عن أهل بيت نبيهم ÷ إلا قلّة قليلة؟

  قلنا: لم تكن صحابة الرسول ÷ على مثل قلب عمار، وأبي ذر، بل كانوا خليطاً من العوام الذين هم أتباع كل ناعق وهذا هو الصنف الغالب فيهم، وفيهم الكثير من المنافقين، وفيهم الطلقاء وهم أهل مكة، وفيهم ... ، وفيهم ... ، وكان ذوو العلم وذوو البصائر فيهم قلّة قليلة.

  وقد نُسب الكثير من الصحابة إلى العلم وفي الحقيقة أن أكثر من نسبوهم إلى العلم ليسوا بعلماء، والدليل على ما ذكرنا ما اشتهر وتواتر عن عمر بن الخطاب الذي يعدّه علماء أهل السنة من أبرز علماء الصحابة، فإنه قال يوم مات النبي ÷ ورأى الناس مجتمعين حول بيته ÷ يبكون ويقولون: مات النبي ÷ -: ما مات النبي ÷ ولن يموت حتى يقطع أيدي وأرجل رجال من المنافقين، وجعل يضرب الناس بدرّته ويفرّقهم، فما زال كذلك يضرب كل من يقول: مات النبي ÷ حتى جاء أبو بكر فقال: إن النبي ÷ قد مات وتلا قوله تعالى: {وَمَا