لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[عثمان وتحويل الخلافة القرشية إلى أموية]

صفحة 226 - الجزء 1

  مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ ...} الآية [آل عمران ١٤٤]، فهَمَدَ عمر وقال: أحقٌّ هي من القرآن؟ فقال أبو بكر: نعم. فإن هذه الرواية المشهورة المتواترة تدل على واحد من أمرين:

  ١ - إما أن عمر جاهل لا ينبغي مع تلك الرواية أن ينسب إلى العلم.

  ٢ - وإما أن تكون تلك المقالة صدرت من عمر دهاءً، وخداعاً، ومكراً، فيكون أراد أن يحيّر الناس ويدهشهم عن التفكير في خليفة للنبي ÷، وفي التفكير فيمن يكون الخليفة، فإن ذلك ربما يكدّر عليهم نجاح مخطّط عمر وأصحابه وترتيبهم الذي كانوا قد رسموه.

  إذا عرفت ذلك فالظاهر أن العلماء وذوي البصائر في الصحابة قليلون، فحين استولت قريش على الخلافة مال الناس معهم، ففوجئ العلماء وذوو البصائر بذلك، وتحيّروا ولم يستطيعوا الإنكار والتغيير لقِلَّتهم وذِلَّتهم، فاضطروا إلى السكوت، وقد كانت الخلافة القرشية على كامل الاستعداد بالضربة القاضية على كل من يعارضها أو يذكر علياً وبني هاشم، وأصبح ذكرُ علي وذكر فضله واستحقاقه للخلافة أو أنه أولى بها من أبي بكر، أو أنه أفضل جريمةً لا تغتفر، وزاد التشدد في ذلك قليلاً قليلاً حتى أصدر معاوية قراره بِسُنَّةِ لعن علي والبراءة منه وبضرب عنق من يأبى ذلك.

[عثمان وتحويل الخلافة القرشية إلى أموية]

  خالف عثمان بن عفان في خلافته سيرة أبي بكر وعمر، فقد كانت الخلافة في زمن أبي بكر وعمر خلافة قرشية، أما خلافة عثمان فقد كانت خلافة أموية، يتحكّم فيها رجال بني أمية، فغضبت قريش والمسلمون، ومن الغاضبين طلحة والزبير وعبدالرحمن بن عوف وأبو ذر وعمار بن ياسر وعائشة، ثم عامة أهل