لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[دور قريش بعد مقتل عثمان والبيعة لعلي #]

صفحة 227 - الجزء 1

  الأمصار بما فيهم أهل المدينة، إلا أهل الشام فلم يكونوا من جملة الغاضبين على عثمان، والسبب في ذلك أن أهل الشام منذ يومهم الأول تربّوا تربيتهم الدينية والسياسية على يدي أميرهم ومربّيهم معاوية بن أبي سفيان، وقد ربّاهم على حبّ بني أميّة وعلى رأسهم عثمان بن عفان، وعلى حبّ معاوية ومروان والوليد بن عقبة ومن شاكلهم، وعلى كراهة علي بن أبي طالب وأهل البيت وبني هاشم وعمار بن ياسر وأبي ذر والأنصار، وأوليائهم جميعاً.

  وأما عمار بن ياسر رضوان الله عليه فقد لقي من العناء ما لقي في زمن عثمان بن عفان في سبيل حبه لعلي ولأهل البيت، فقد ضربه غلمان عثمان وداسوه بأقدامهم حتى فتقت خصيتاه، وأُغْمِيَ علي بسبب ذلك الضرب ثلاثة أيام.

[دور قريش بعد مقتل عثمان والبيعة لعلي #]

  كانت قريش أشدّ أعداء نبي الإسلام فلقي النبي ÷ منهم من الأذى في مكة قبل الهجرة ما لا يقدر قدره، وقد حكى الله تعالى في القرآن من ذلك كثيراً، وأمره الله تعالى أن يقابل أذاهم بالصبر فقال تعالى: {فَٱصۡبِرۡ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلۡعَزۡمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ}⁣[الأحقاف: ٣٥]، وآذوا أصحابه وعذّبوهم بألوان من العذاب وقد مات من ذلك العذاب والدا عمار: ياسر، وسمية رحمة الله عليهم، وبعد الهجرة حاربوه في بدر وأحد والخندق، وكانت هذه أعظم الحروب وأشدّها التي واجهها النبي ÷ والمسلمون، ثم غزاهم النبي ÷ بعد ذلك في عقر دارهم، فاستولى على مكة وأرغمهم على الإسلام فأسلموا خوفاً من السيف.

  هذا هو دور قريش في حياة النبي ÷.

  فلما مات الرسول ÷ استولوا على الخلافة فأبدوا حقدهم وعداوتهم على الذين قاتلوهم مع النبي ÷ في بدر وغيرها، لذلك لقي علي وأهل