[دور قريش بعد مقتل عثمان والبيعة لعلي #]
  ١ - القبول بالتحكيم.
  ٢ - الرفض للتحكيم الذي يترتّب عليه حتماً في تلك الحال نشوب القتال بين المصِرِّين على قبول التحكيم وبين الرافضين له، وقد كان المصرّون على قبول التحكيم قد سلّوا سيوفهم وأحدقوا بعلي #، وقالوا: لا بد من أن توقف الحرب وتقبل التحكيم وإلا قاتلناك، فرأى علي # أن قبول التحكيم أهون الشرَّيْنِ، فقبل به وأمر بتوقيف الحرب.
  فلما تم ذلك صاح القراء الذين اضطروا علياً إلى القبول بالتحاكم قائلين: لا حكم إلا لله كفرتَ يا علي وكفرنا وإنا نتوب إلى الله و ... إلى آخر القصة، وكان هذا أول ظهور الخوارج ... ، وأخيراً قاتل علي # الخوارج كما أمره رسول الله ÷ في الحديث المشهور أن النبي ÷ أمره بقتال الناكثين والقاسطين، والمارقين، فالمارقون هم هؤلاء القراء الذين ذكرناهم، والناكثون: هم طلحة والزبير، ومن ضامَّهم، وقد قاتلهم علي # في البصرة واشتهرت تلك الوقعة بوقعة الجمل، والقاسطون: هم معاوية وأصحابه، وقد قاتلهم علي # في صفين، ثم قتلت الخوارج علياً # غيلة بسيف أشقاها عبدالرحمن بن ملجم لعنه الله، ثم بايع أصحاب علي # الحسن بن علي بالخلافة بعد أبيه وأراد أن يقاتل بهم معاوية فلم يفوا له بالبيعة، وخانوه، وكادوا أن يسلموه لعدوّه معاوية، بل طعنوه في فخذه وهو متوجّه إلى معاوية، ونهبوا متاعه، ورأى # أن النتيجة الحتمية للدخول في حرب مع معاوية هي القضاء عليه وعلى أهل بيته وعلى أتباعه المخلصين، وسحقهم تماماً، فلم يرَ # الدخول في معركة خاسرة، فقرَّرَ بعد المشاورة أن يصالح معاوية فصالحه على شروط، وغادر عاصمة خلافته - الكوفة - ورجع بأهل بيته إلى المدينة، فلم يفِ له معاوية بالشروط، وسقاه السمَّ