[البعثة]
[من البعثة إلى الهجرة]
[البعثة]
  جاء جبريل # بالرسالة والنبوّة إلى محمد ÷ حين بلغ النبي ÷ أشُدَّه وذلك في سنّ الأربعين، وهكذا جرت سنّة الله تعالى في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قال سبحانه في موسى #: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَٱسۡتَوَىٰٓ ءَاتَيۡنَٰهُ حُكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ}[القصص: ١٤]، وكانت الفترة من حين مبعثه ÷ إلى حين هجرته ثلاث عشرة سنة، وأوّل ما أتاه الوحي وهو في جبل حراء، فعلّمه آيات من القرآن، وكان ذلك في يوم الاثنين، فعاد النبي ÷ من جبل حراء إلى بيت خديجة & في مكة، فحدّثها بما أكرمه الله تعالى من النبوة، وقرأ عليها الآياتِ التي نزل بها جبريل #، فأَسَلَمَتْ في نفس اليوم، وفي اليوم الثاني أسلم علي بن أبي طالب #.
التدريج في الدعوة
  لم يؤمر النبي ÷ في السنواتِ الثلاثِ الأولى من البعثة بأن يدعو أحداً إلى الإسلام، فلم يكن معهُ في الإسلام في هذه الفترة أحد إلَّا زوجته خديجة وابن عمِّه علي بن أبي طالب @ فإنهما دخلا معه في الإسلام من أوّلِ يومٍ ابتعثه الله فيه، فقد أسلمت خديجة وآمنت في نفس اليوم الذي نزل عليه فيه جبريل # بالنبوة، وكان ذلك يوم الاثنين، وأسلم عليٌّ # وآمن في اليوم التالي(١).
(١) ذكر الإمام الحسن # في أنوار اليقين عن الإمام الهادي # إسلامه # يوم الثلاثاء، وذكر ذلك عن أنس، ورواه الموفق بالله في سلوة العارفين عن أنس، وروى الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين عن أبي رافع: «صلى النبي ÷ يوم الاثنين، وصلى علي يوم الثلاثاء». ورواه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب عن علي #، وعن أبي رافع، وعن أنس بلفظ: «بعث النبي ÷ ... إلخ» وروى ذلك المحب الطبري في ذخائر العقبى عن أنس وأبي رافع، وابن أبي الحديد في شرح النهج عن جابر بن عبدالله وأنس وأبي رافع، ورواه الترمذي في سننه عن علي # وعن أنس. والحاكم في المستدرك عن بريدة وقال: صحيح الإسناد، وقال الذهبي: صحيح، وعن أنس وعن =