لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[البعثة]

صفحة 37 - الجزء 1

  وفي الروايةِ المشهورة عن ابن عفيف الكندي⁣(⁣١) وكان تاجراً، فجاء إلى مكة وكان صَدِيقاً للعباس بن عبد المطلب، فبينما هو يوماً عند العباس إذ رأى شاباً أقبل فوقف قائماً، ثم أقبل غلام مراهق فوقف عن يمينه، ثم أقبلت امرأة فوقفت خلفهما، فإذا ركع الشاب ركع الغلام والمرأة، وإذا سجد سجد الغلام والمرأة، فقال الكندي: ما هذا يا عباس؟ قال العباس: هذا الشاب محمد بن عبدالله ابن أخي، وذلك الغلام علي بن أبي طالب ابن أخي، وتلك المرأة خديجة بنت خويلد زوجة محمد، وقد زعم أنَّ الله بعثهُ نبياً، ولا والله ما على وجه الأرض على هذا الدين غيرهم ... إلخ.

  وقد روى أئمة الزيدية ومحدّثوهم وكثير من محدّثي أهل السنة عن علي # أنه قال ما معناه: (صَلَّيتُ ست سنين مع النبي ÷ قبل الناس)، وفي رواية: (سبع سنين)⁣(⁣٢).


= أبي رافع وقال: صحيح الإسناد، وراه الطبراني في الكبير والبزار في مسنده عن أبي رافع، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد، وابن الأعرابي في معجمه، وابو يعلى في مسنده عن أنس، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن علي #، ورواه عن أنس وعن أبي رافع من عدة طرق، ورواه ابن جرير الطبري في تاريخه عن جابر بن عبدالله، وكذلك ابن الأثير في الكامل، ورواه ابن كثير في البداية والنهاية عن جابر وأنس، والمزي في تهذيب الكمال، وابن عبد البر في الاستيعاب، ورواه أبو يعلى في مسنده عن علي # بلفظ: (بعث رسول الله ÷ يوم الاثنين، وأسلمت يوم الثلاثاء»، وأخرجه السيوطي في الجامع الكبير والمتقي الهندي في كنز العمال وعزياه إلى أبي يعلى وأبي القاسم بن جراح، ورواه ابن المقري في جمهرة الأجزاء عن أبي رافع وكذلك الرامهرمزي في الأمثال.

(١) رواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح الإسناد، وقال الذهبي: صحيح، ورواه النسائي في سننه وأحمد في مسنده والضياء في المختارة، وغيرهم، وانظر: جامع المسانيد والسنن (٦/ ١٧٢) وفيه بعد أحد طرقه أن عفيفاً قال بعد أن أسلم ورسخ إسلامه: ليتني كنت رابعاً.

(٢) أورده الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في مجمع الفوائد عن علي # بلفظ: «أنا عبدالله وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر، ولقد صليت قبل الناس بسبع سنين» ثم قال بعده: أخرجه ابن أبي شيبة وابن أبي عاصم والنسائي والحاكم =