[مما أوحى الله إلى نبيه ÷ في ذلك المقام]
  عند أهل البلاغة والبيان أنَّ ما أوحاه الله تعالى هناك إلى عبده الكريم محمد ÷ كان شيئاً عظيماً لا تقوم ببيان فخامته وتوضيح عظمته الألفاظُ والعباراتُ، وقد قدّمنا ما صحّ الحديث به من الوحي في علي وفاطمة والحسن والحسين وشيعتهم، ومن الوحي بالأذان فيكون ما أوحاه الله تعالى في ذلك المقام من هذا الجنس.
  ولا شك أنَّ فضلَ عليٍّ وفاطمةَ والحسنين وشأنَهم عند الله تعالى عظيمٌ، حيث جعل الله فيهم خلافة النبوَّة إلى يوم القيامة، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم، من تمسك بهم نجا، ومن خالفهم ضلّ وغوى، لا يفارقون الحق إلى يوم القيامة، وأوجب تعالى الصلاة عليهم مع النبي ÷ في الصلوات، وفرض على الأمة مودَّتَهم، وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وشدَّد النبي ÷ الوصية فيهم، وحدّث بفضائلهم المتكاثرة التي طفحت بها كتبُ الآثار.
  ولا شك أيضاً أن للأذان للصلوات بألفاظه المعروفة شأناً عظيماً يتبيّن فيما يلي:
  ١ - أنه نداء إلى إقامة فرائض الصلوات.
  ٢ - أنه شعار مميز وعلامة خاصة تتميز بها أمصارُ المسلمين وقراهم عن غيرها وبذلك يعرف أن أهل تلك المحلات مسلمون.
  ٣ - فيه التذكير العام المتكرر خمس مرات في اليوم والليلة والتنبيه على عظمة الله وجلاله وتوحيده وتنزيهه من الشريك، والتذكير بالرسول ÷ الذي جاء بالهدى ودين الحق وإظهار فضله وشرفه، ثم التذكير بأن الصلاة طريق الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، وأنها خير الأعمال وأفضلها على الإطلاق.