لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

نزول الملائكة يوم بدر

صفحة 73 - الجزء 1

  وفي النعاس ونزول المطر الذي يطهر البدن ما يبعث على نشاط القلب وقوته وشدته، وفي نزول المطر أيضاً على الرمال التي نزل عليها المسلمون ما جعلها صالحة للقتال عليها، لأنَّ المشيَ والجري على الرمال صعب ومتعسر، والمطر يُلَبِّدُها ويمسكها.

نزول الملائكة يوم بدر

  نزلت الملائكة يوم بدر بعدما استغاث المسلمون بربهم، وسألوه النصر والمعونة؛ فأمدهم تعالى بألف من الملائكة، وأوحى تعالى إلى الملائكة بأن يثبتوا المؤمنين في القتال، ويشجعوهم على الإقدام، ثم أخبر تعالى بأنه سيلقي في قلوب المشركين الخوف والرعب، ثم أمر الله تعالى المسلمين بأن يضربوا المشركين بسيوفهم رؤوسَ المشركين وأعناقَهم وأيديَهم وبنانَهم، ثم أخبر تعالى بأن المشركين استحقوا ذلك بسبب عداوتهم لله ولرسوله ÷، وجدهم في طمسِ الدِّين والفتك بالنبي ÷، وسعيهم وتشميرهم في حرب النبي ÷ ودينه، فكان ذلك جزاءً للذي يعادي ربَّه ويشاققه، هذا جزاء عاجل في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب عظيم.

هل قاتلت الملائكة يوم بدر

  الذي أميلُ إليه أنَّ الملائكةَ لم تُقَاتِلْ يوم بدر، وذلك لأنَّ كُتُبَ السِّيَرِ التي تحدثتْ عن يوم بدر ذكرت أسماءَ القتلى من المشركين، واسمَ القاتِلِ لكلِّ واحد منهم، وأسماءَ أسراهم، واسمَ من أسر كلّ واحد منهم.

  وقوله تعالى: {إِذۡ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمۡ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ سَأُلۡقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعۡبَ فَٱضۡرِبُواْ فَوۡقَ ٱلۡأَعۡنَاقِ وَٱضۡرِبُواْ مِنۡهُمۡ كُلَّ بَنَانٖ ١٢}⁣[الأنفال: ١٢] الأمر فيه بالضربِ فوق أعناق المشركين وضرب بنانهم