[ذكر أقوال الإمام الحسن (ع) في الإمامة]
  وقال في كتاب الشرح والبيان: (ولسنا نطلق في أهل الفضل والدين، والتصديق لذي القوة المتين، من أصحاب محمد خاتم النبيين، الذين آمنوا به واتبعوه، وجاهدوا معه وصدقوه، ولا نقول فيهم: إنهم اختلفوا ولا تضادوا، ولكن كان معه ÷ منافقون قد ذكرهم الله في كتابه في غير موضع).
  وقال في الرسالة السابعة: (قد حكم الله سبحانه بهذا الأمر لقوم سماهم، ودل عليهم ونصبهم، وحظره على غيرهم؛ فجعله لهم فضيلة على سواهم، وذلك قوله سبحانه: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ... الآية}[فاطر: ٣٢])، ثم ذكر كثيراً من الآيات والأخبار.
  وقال بعد ذلك: (فمن(١) غدا بهذا الأمر في غير أهل بيت نبيه ÷ فقد عبث بنفسه، وتمرد في دين خالقه).
  وقال في جوابه للقرامطة: (ودل على أولي الأمر بما ذكر في كتابه حيث يقول عز ذكره: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} ثم قال: {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}[النساء: ٥٩]، فدل على طاعة ثالثة، وقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ١١٩}[التوبة]، فجمعت هذه الكلمة(٢) جميع من آمن، ثم (استثنى منهم قوماً فقال: كونوا مع الصادقين؛ فإذا به)(٣) استثنى قوماً من المؤمنين، أمر المؤمنين بتبعهم والكينونة معهم، ثم قال ø: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}[فاطر: ٣٢]، فدل على قوم أورثهم الكتاب، وهم آل الرسول المذكورون أولاً وآخراً).
  وقال في جوابه للطبريين: (إنما تختلف الأئمة في غير الحلال والحرام، وفي الشرح والكلام، ولكل إمام في عصره، نوازل تنزل به وعليه، يحكم فيها بما
(١) نخ (ب): من.
(٢) في (ب): الآية.
(٣) زيادة من نخ (أ، ج).