[ذكر أقوال الإمام الحسن (ع) في الإمامة]
  يوفقه الله له، فيستنبطها من كتاب الله وسنة نبيه، أو حجة العقل التي يستدل بها على غامض الكتاب، ويستخرج بها الحق والصواب، ولو نزلت هذه المسألة بالأول لاستخرجها كما يستخرجها الآخر. والأئمة مؤتمنة على الخلق، قد أمرهم الله ø بحسن السيرة فيهم، والنصح لهم، فلعله أن يجري في عصر الإمام سبب من أسباب الرعية يحكم فيه بالصواب الذي يشهد له به الكتاب، ثم تنزل تلك النازلة في عصر آخر من الأئمة لا يمكنه من إنفاذ الحكم فيها ما أمكن الأول؛ فيكون بذلك عند الله معذوراً).
  وقال: (فالواجب على الرعية إذا وثقت بعدالة إمامها، وصحت عندهم(١) إمامته - أن يعلموا أن علمهم يقصر عن علمه، ولا يقعون من الغامض على ما يقع عليه؛ فإذا علموا ذلك وجب عليهم التسليم).
  ومن شعره(٢) # في معنى ذلك قوله:
  بدعنا كل مكرمة ولما ... نزل للمجد مذ كنا سناما
  وما إن زال أولنا نبياً ... ولا ينفك آخرنا إماما
  يصلي كل محتلمٍ علينا ... ويتبعها إذا صلى السلاما
  وحسبك مفخراً أنا جُعِلْنَا ... لكل هدى ومكرمة تماما
  وقال أخوه الناصر لدين الله أحمد بن يحيى # في كتاب مسائل أبي إسحاق: وقد قال الله ø: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ٤٣}[العنكبوت]، فأعلمك ø أنه لا يعقلها إلا العالمون، ولا علم
(١) نخ (ب): عندها.
(٢) المشهور أن هذه الأبيات من قصيدة الإمام المنتصر لدين الله محمد بن الإمام المختار القاسم بن الإمام الناصر أحمد بن الهادي $ من قصيدته المشهورة التي مطلعها:
علام اللوم يا سلمى علاما ... عداك اللوم فاطّرحي الملاما