[ذكر أقوال الإمام الحسن (ع) في الإمامة]
  وقال في كتاب الرد على الملحدين: (الإمامة فرض من الله لا يسع أحداً جهلها؛ لأن الحكيم لا يهمل خلقه(١) - مع ما يرى من اختلافهم - من الحجة على من عند عن الحق منهم، والهداية لمن طلب النجاة من أوليائه، والبيان لتلبيس أعدائه، وإلا فقد ساوى بين حقهم وباطلهم، وفي ذلك ما يقول النبي ÷: «من مات لا يعرف إمامه(٢) مات ميتة جاهلية»، وقول الله ø: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧}[الرعد]، فأخبر أن النبي ÷ منذر للعباد، وأن لكل قوم هادياً إلى الحق في كل زمان، يوضح ما التبس من الأديان، ويرد على من دان بغير دين الإسلام).
  وقال أبو الفتح بن الحسين الديلمي # في تفسيره في معنى قول الله سبحانه: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ}[القصص: ٦٨]، قال: (أي: يخلق ما يشاء من الخلق، ويختار من يشاء للنبوة والإمامة).
  وفي معنى قوله سبحانه: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}[الأحزاب: ٦]، قال: (عنى بالأزواج من بانت خيرتها، وصحت سريرتها كخديجة بنت خويلد ^، أم الأئمة عليها وعليهم السلام، وكأم سلمة ^، فأما من عَنَدَ منهن عن الحق، وشق عصا المسلمين - فلسن بأمهات المسلمين، ولا هن بأهل كرامة عند الله رب العالمين.
  وفي معنى قول الله سبحانه: {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ}[البقرة: ٢٧]، قال: (هم الذين لا يوجبون محبة آل محمد ÷ وينكرون فضلهم).
  وفي معنى قوله سبحانه: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ}[النحل: ٤٣]، قال: (هم العلماء من آل الرسول $).
  وفي معنى قول الله سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ}[النور: ٥٥]، قال: (نزلت في رسول الله ÷ وأمير
(١) في (ب): الخلق.
(٢) في (ب): إمام زمانه.