[ذكر أقوال الإمام الحسن (ع) في الإمامة]
  «أهل بيتي كالنجوم كلما أفل نجم طلع نجم»، فكما أنا نعلم أنه لا يجوز أفول نجم إلا بطلوع نجم آخر حتى تقوم الساعة نعلم أنه لا يمضي منهم سلف صالح إلا وعقبه(١) خلف صالح، وقد قال الله سبحانه لنبيه ÷: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧}[الرعد]، فمعنى هذه الآية - والله أعلم -: أن الله جل ذكره جعل في كل وقت من أهل بيت نبيه ÷ هادياً لقوم ذلك الوقت.
  وقد روينا عن أبينا رسول الله ÷ أنه قال: «من كان في قلبه مثقال حبة من خردل عداوة لي ولأهل بيتي لم يرح رائحة الجنة»، ولا نعلم أشد لهم عداوة، ولا أعظم مكيدة لدين الله ونبيه ÷ ممن أنكر فضل عترته، وساوى بينهم وبين غيرهم).
  وقال: (ولا يرد الحوض إلا من خلصت مودته لهم، ولا تخلص مودة من أنكر فضلهم، وجحد حقهم، وساوى بينهم وبين غيرهم).
  وقال: (كيف يكون شيعياً لآل محمد $ من أنكر فضلهم، وجحد حقهم، واقتبس العلم بزعمه من غيرهم).
  وقال: (منكر فضل أهل البيت $ يشارك قَتَلَة زيد بن علي # وأصحابه ¤ في سفك دمائهم، ووزر قتالهم؛ لأن علة قتالهم لزيد بن علي @ وأصحابه ¤ أجمعين إنكار فضله وفضل أهل بيته À، وما أوجب [الله] على الكافة من توقيرهم، والرجوع إليهم، وأخذ العلم عنهم، والجهاد بين أيديهم).
  وقال: (واعلم أن من تأمل أدنى تأمل في أحد الأدلة - فضلاً عن مجموعها - إما في دلالة العقل، أو في كتاب الله سبحانه، أو في سنة الرسول ÷، أو في إجماع الأمة أو العترة، أو تتبع أقوال الأئمة $ - علم صدق ما قلناه، ولكن وأين من يترك يصل إلى ذلك، ويمنعه من ذلك إيجاب الرجوع إلى قول الشيخ).
(١) في (ب): وعقبهم.