[ذكر أقوال الإمام الحسن (ع) في الإمامة]
  وقال: (أمر النبي ÷ أمته باتباع عترته المطهرة فخالفوه في ذلك، ولهم اتباع في كل وقت يقتفون آثارهم في خلاف العترة الطاهرة حذو النعل بالنعل، بل قد تعدوا في ذلك إلى أن قالوا: هم أولى بالحق منهم، واتباعهم أوجب من اتباع هداتهم؛ فردوا بذلك قول النبي ÷: «قدموهم ولا تقدموهم، وتعلموا منهم ولا تعلموهم، ولا تخالفوهم فتضلوا، ولا تشتموهم فتكفروا»، وهذا نص في موضع الخلاف، لا يجهل معناه إلا من خذل).
  وقال في الشافي: (قال الله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧}[الرعد]، فالمنذر رسول الله ÷ والهادي هو الإمام من ذريته الطاهرة).
  وقال: (ألم تعلم أن المفرق بين العترة الهادين كالمفرق بين النبيين).
  وقال في معنى ذلك: (كيف تخالف الذرية أباها وقد شهد لهم النبي ÷ بالاستقامة بقوله: «إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
  وقال: (اعلم أن كافة أهل البيت الطاهرين، وذرية خاتم النبيين ÷ يدينون ويعتقدون أنه لا نجاة لأبي بكر وعمر وعثمان إلا بخلوص ولايتهم فيهم؛ لأن الله تعالى أوجب محبتهم على جميع المكلفين، وهم منهم، ولأنا روينا عن النبي ÷ أنه قال: «أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي».
  وروى فيه عن النبي ÷ أنه قال: «من ناصب علياً في الخلافة بعدي فهو كافر وقد حارب الله، ومن شك في علي فهو كافر».
  وقال ÷: «ويل لأعداء أهل بيتي المستأثرين عليهم، لا نالتهم شفاعتي، ولا رأوا جنة ربي».
  وقال: (ولما قبض رسول الله ÷ مرضي الفعل، مشكور العمل، قد أنقذ الخلائق من شفا الحفرة، ونجاهم عن بحار الهلكة، وأضفى عليهم ستر(١)
(١) في (ب): من سترة.