المنتزع الثاني منتزع من أقوال الأئمة $ في ذكر بعض ما اختلف فيه أهل الكلام من الأقوال في الذوات والصفات والأحكام
  {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ}[النحل: ٧٤]، {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٣٣}[الأعراف]، وبالغوا في [خلاف](١) ذلك، ولم يرضوا حتى تعدوا إلى الكلام في كل ما لا يعلمون ولا يدركون؛ خلافاً لله تعالى ولرسوله ÷، وابتداعاً وتخرصاً وميناً، ورمياً بعقولهم وحواسهم من وراء غاياتها).
  إلى قوله: (وتكلموا من دقيق الكلام بما لم يُكَلَّفوا، وبما لعل حواسهم خُلِقت مُقصِّرةً عن إدراك حقيقتها، وعاجزة عن قصد السبيل فيها).
  ومن شعره # في معنى ذلك قوله:
  قد تعدا الناس حتى أحدثوا بدعاً ... في الدين بالرأي لم تبعث بها الرسل
  حتى استخف بحق الله أكثرهم ... وفي الذي حملوا من حقه شغل
  وقوله:
  كل يرى الحق ما فيه قد اختلفوا ... وهم بمفروض علم الحق جهال
  أعني الأولى(٢) فقههم إشراك ضدهم ... وسائر الناس بالإهمال غُفَّال
  وقوله:
  فجاهد وقلد كتاب الإله ... لتلقى الإله إذا مت به
  فقد قلد الناس رهبانهم ... وكل يجادل عن راهبه
  وللحق مستنبط واحد ... وكل يرى الحق في مذهبه
  وقال المرتضى لدين الله محمد بن يحيى # في كتاب الشرح والبيان: (إن سأل سائل عن الدليل أن الأشياء خلقت لا من شيء، فقال: ما الحجة في ذلك؟
(١) زيادة من نخ (أ، ج).
(٢) في (د): أولي.