مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

المنتزع الثاني منتزع من أقوال الأئمة $ في ذكر بعض ما اختلف فيه أهل الكلام من الأقوال في الذوات والصفات والأحكام

صفحة 361 - الجزء 1

  فالقول في ذلك: أن الأشياء محدثة مجعولة مبتدعة [مخلوقة]⁣(⁣١)؛ لأن الله سبحانه كان ولا شيء).

  وقال: (من قال: لم يزل فيما لم يزل فقد أوجب أن مع الله شيئاً لم يزل، وإنما هذا من لغز المتناظرين، أو قول من قول المتجاهلين).

  وقال⁣(⁣٢): (يقال: الله حي لا يموت، ويقال: الإنسان حي، وإنما يقال له حي على مجاز الكلام، وإنما هو على الصحة محياً).

  وقال: (يقول: إن الله تعالى العالم بنفسه، ولا يجوز أن يقول غير ذلك).

  وقال: (العرض لا يقوم بنفسه، ولا بد له من شبح يقوم فيه وبه).

  وقال في كتاب الإيضاح: (إنما أراد بقوله: شيء، أوقع عليه اسم الشيء إذا علم أنه سيكون بإيجاده له، وذلك في كتاب الله موجود؛ إذ يقول: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ١}⁣[الحج]، ولم تقم الساعة فيكون لها شيء يعرف، وإنما أخبر ø بما سيفعله مما ينتظمه اسم الشيء).

  وقال أخوه الناصر لدين الله أحمد⁣(⁣٣) بن يحيى # في كتاب النجاة: (قولنا: إن الله تبارك وتعالى هو الأول قبل كل شيء من خلقه، ولم يزل عالماً بجميع الأشياء من قبل كونها أنها ستكون).


(١) زيادة من نخ (ب، ج).

(٢) في (ب): وقد.

(٣) هو الإمام الناصر لدين الله أبو الحسن أحمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. كان متقدماً في الفقه، ناشئاً على الزهد، بطلاً شجاعاً، جامعاً لخصال الإمامة، وكان وقت وفاة أبيه الهادي إلى الحق # غائباً في الحجاز؛ فورد # إلى اليمن، وتنازل الإمام محمد المرتضى بتسليم الأمر لأخيه @ في شهر صفر سنة إحدى وثلاثمائة. وقام بالدعوة وبايعه الناس، فساس الأمور أحسن سياسة، وجرى على طريقة أبيه في بث العدل والنَّصفة، وجاهد # القرامطة حتى استأصلهم وأبادهم، ومن وقائعه معهم وقعة ذي نغاش المشهورة. وله مؤلفات، منها: المفرد، وجواب مسائل موسى بن هارون العوفي، وجواب مسائل الطبريين، وكتاب النجاة. توفي # سنة خمس عشرة وثلاثمائة، وكانت مدة ظهوره نحو ثلاث عشرة سنة، وقبره بصعدة حرسها الله إلى جنب أبيه وأخيه.