مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

المنتزع الثاني منتزع من أقوال الأئمة $ في ذكر بعض ما اختلف فيه أهل الكلام من الأقوال في الذوات والصفات والأحكام

صفحة 362 - الجزء 1

  وقال: (لا يقوم عرض إلا في جسم، ولا جسم إلا في عرض).

  وقال في كتاب الموعظة: (لا الضمائر تقع عليه، ولا الفكر يدركه، ولا طوامح العقول تكتنهه، ولا السمات تلزمه، ولا القياس يحيط به، ولا النظائر تنتظمه، ولا المشاعر تلتمسه، ولا الأوهام تمثله).

  وقال القاسم بن علي # في كتاب الأدلة من القرآن على توحيد الله وصفته: (ولا بد من معارض لنا في علم القرآن، ممن اكتفى بأفانين الكلام، وجعل من ذلك دليلاً على الرحمن، يقول: إن القرآن لا يغني علمه عن النظر، فإذا قال ذلك قائل قلنا: فالنظر دلتك⁣(⁣١) عليه نفسك أم دلك عليه خالقك في منزل كتابه؟ فإن قال: إن نفسه دلته على ذلك من قبل دلالة خالقه أحال، ووجد الله سبحانه يأمره بذلك أمراً في كتابه، ويندبه إليه ندباً. وإن قال: إن ذلك من الله - عَلِمَ أن الله سبحانه الذي أمره بذلك، وندبه إليه، ووجد في جميع ما أمره⁣(⁣٢) به دليلاً يغني عن كل دليل، ويهدي إلى كل سبيل) ... إلى آخر ما ذكره # من كون القرآن معجزة وصنعاً لله سبحانه يدل عليه كسائر مصنوعاته تعالى.

  وقال في كتاب التوحيد: (إن قال قائل: إذا زعمتم أنه شيء لا كالأشياء فما أنكرتم أن يكون جسماً لا كالأجسام، وإذا قلتم: إنه شيء لا يشبهه شيء موجود ولا موهوم فما أنكرتم أن يكون جسماً لا يشبهه جسم موجود ولا موهوم؟

  قلنا: الفرق بينهما أن قول القائل: شيء إثبات، وليس يذهب الذاهب فيه إلى جسم دون عرض، ولا إلى عرض دون جسم، ولا إلى إنسان دون ملك، ولا إلى ملك دون إنسان؛ فلما كان ذلك كذلك لم يجب به تشبيه، وقولنا: جسم وصف خاص لجنس دون جنس، لا يجوز أن يشرك فيه غيره من الأشياء).

  وقال: (إن زعم زاعم أنه عالم بعلم ليس هو هو، ولا هو غيره، لم يكن بينه


(١) في (ب): دلك.

(٢) نخ (ب): أمر.