[الكلام في معرفة الحجج الدالة على بطلان الإحالة]
  ولولا ذلك ما قرب ذكر أنثى، ولا عمرت الدنيا، ومَنَّ عليهم بالريح المنتنة بعد الريح الطيبة، ولولا ذلك ما دفن حميم حميماً». فانظر كيف أضاف خلق ذلك إلى الله سبحانه، وسماه مِنَّه.
  وكذلك قوله ÷: «إن الله القابض الباسط المسَعِّر».
  وقوله ÷: «دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض».
  وقوله ÷: «لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقتم كما ترزق الطيرُ تغدوا خماصاً وتروح بطاناً».
  وقوله ÷: «يا أيها الناس، إن الرزق مقسوم، لن يعدوا امرؤ ما كتب له؛ فأجملوا في الطلب». فانظر كيف أضاف القبض في الرزق والبسط والتسعير إلى الله سبحانه.
  وكذلك قوله ÷: «من نظر إلى من هو فوقه في دينه فاقتدى به، ومن نظر إلى من هو دونه في دنياه فحمد الله على ما فضله عليه كتب شاكراً صابراً».
  وقوله ÷: «يقول الله ø: يحزن عبدي إذا اقترت عليه الدنيا وذلك أقرب له مني، ويفرح إذا بسطت عليه الدنيا وذلك أبعد له مني».
  وقوله ÷: «يقول الله سبحانه وتعالى: من لم يصبر على بلائي، ويرض بقضائي، ويشكر نعمائي - فليتخذ رباً سواي».
  واعلم أن من نسب المحن كلها إلى الإحالات، وكذلك من نسب النعم إلى تحرفه وحيلته، ولم يعتقد أن الله سبحانه قاصد لنفعه وضره - لم يكن ذاكراً لله سبحانه، ولم يصح وصفه بالشكر والصبر. وكذلك اتخذت المطرفية ذكر الأصول والإحالة عوضاً عن ذكر الله سبحانه.
  وكذلك قوله ÷: «عِظَمُ الجزاء على عِظَمِ البلاء، إذا أحب الله قوماً ابتلاهم، ومن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط».