مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الكلام في معرفة الحجج الدالة على بطلان الإحالة]

صفحة 394 - الجزء 1

  بلاء وفتنة، وغمك وهو ثواب ورحمة).

  وقوله # في صفة الأنبياء $: (قد اختبرهم الله بالمخمصة، وابتلاهم بالمجهدة، وامتحنهم بالمخاوف، ومحصهم بالمكاره، فلا يعتبر الرضا والسخط بالمال والولد جهلاً بمواقع الفتنة والاختبار في مواضع الغنى والإقتار).

  ومن ذلك: قول علي بن الحسين #: (فسبحان من ابتدع البرايا فأحارها، وأنشأها فأمارها، وشيأها فأصارها، لا من شيء كان قبلها، ولا عن مثال احتذاه لها، ولا [عن]⁣(⁣١) شبه اشتملها، ولا رويَّة فكر فيها، ولا عن علم استفاده، بل بقدرته على الأشياء، وإمكان من الابتداء، وتأت⁣(⁣٢) من العلي الأعلى؛ فابتدع البرايا أصنافاً، وقررها أنواعاً، مؤلف بين متعادياتها، مفرق⁣(⁣٣) بين مجتمعاتها، مفاوت بين أوقاتها، ملائم بين أدواتها).

  ومن ذلك قول جعفر بن محمد الصادق #: (أما أصل معاملة الله تعالى فسبعة أشياء: أداء حقه، وحفظ حده، وشكر عطائه، والرضا بقضائه، والصبر على بلائه، والشوق إليه⁣(⁣٤)).

  وقوله # في مواضع من كتاب الإهليلجة، منها: رده لقول الطبيب الملحد الذي كان يزعم أن الأشياء لم يزل بعضها يحدث من بعض، ولا محدث لها كما يقوله أهل الإحالة؛ فأبطل ذلك بما فيها من الأدلة على كون كل محدث يحتاج⁣(⁣٥) إلى محدِث، وبالأدلة الدالة على كون صانعها حكيماً عالماً قادراً منعماً.


(١) زيادة من نخ (ج).

(٢) وآيات (نخ).

(٣) نخ (ب): ومفرق.

(٤) ينظر فهذه ليست إلا ستة.

(٥) نخ (ج): محتاجاً.