مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الكلام في معرفة الحجج الدالة على بطلان الإحالة]

صفحة 395 - الجزء 1

  ومنها: رده لقوله بأن⁣(⁣١) الضر والشر لا يكون من صنع صانع⁣(⁣٢) حكيم، واستدلاله على إبطال ذلك بأنه محدث، وكل محدث يحتاج إلى محدث واحد أزلي، وبأن الشيء النافع قد يكون ضاراً، والضار قد يكون نافعاً، وبين له ذلك فيما يدعي معرفته من علم الطب والنجوم.

  ومنها: إبطاله لما احتج به ذلك الطبيب من أقوال الثنوية والطبائعية وأصحاب النجوم وحكماء الفلاسفة، وأشباه ذلك مما يوافق القول بالإحالة.

  ومنها: تفسيره لمعنى تسمية الله سبحانه باللطيف، فقال: (إنما سميناه لطيفاً للخلق اللطيف، ولعلمه بالشيء اللطيف مما خلق من البعوض والذر وما هو أصغر منها مما لا تكاد تدركه الأبصار والعقول لصغر خلقه: من عينه وسمعه وصورته، من ذلك تمييز الذكر من الأنثى، والحديث المولود من القديم الوالد؛ فلما رأينا لطف ذلك في صغره، وموضع الفعل فيه، والشهوة للبقاء، والهرب من الموت، والحدب على نسله من ولده، ومعرفة بعضها بعضاً، وما كان منها في لجج البحار وأعنان السماء، والمفاوز والقفار، وما هو معَنا في منازلنا، وما يفهم بعضهم بعضاً من منطقهم، وما يفهم من أولادها، ونقلها الطعام [والماء]⁣(⁣٣) إليها - (علمنا علماً أن خالقها لطيف؛ لخلق اللطيف)⁣(⁣٤)، كما سميناه قوياً لخلق القوي).

  ومن ذلك: قول القاسم بن إبراهيم # في كتاب سياسة النفس: (فعلم أن [من]⁣(⁣٥) رحمة الله بنا، وحسن معونته لنا على أنفسنا - أن جعلنا⁣(⁣٦) نسقم ونتغير ونبتلي).


(١) نخ (ب): إن.

(٢) نخ (ب): من صنع حكيم.

(٣) زيادة من نخ (ب).

(٤) نخ (أ، ج): وإنما علمنا أن خالقها لطيف وأنه لطيف لخلق اللطيف.

(٥) زيادة من نخ (ب).

(٦) في (د): أن خلقنا.