[بيان الحامل على الجواب]
  وأما قوله: أو يبين لنا ما الجواب ولم(١) يجد إلى ذلك سبيلاً - فقد وجدت السبيل إلى تصديق الأئمة $، وتكذيب من خالفهم من جميع فرق الإسلام، فكيف يعرف السبيل من يرفض الدليل؟!
  وأما قوله: أو يرجع إلى الشيعة صاغراً ويقول: أخبرونا منا - فإن يكن عنى الزيدية المحقين فليس عندهم غير ما ذكرت، وإن عنى غيرهم من فرق الشيعة الذين يفضلون أنفسهم على الأئمة، ويتمسكون بعلوم من خالفهم من فرق الأمة - فلست بخارج من النور إلى الظلمات، وما الملجئ لي إلى ذلك وفي كتاب الله - سبحانه - بيان كل شيء، وفي كلام النبي ÷ الذي لا ينطق عن الهوى، وفي كتب الأئمة الذين هم سفن النجاة وأعلام العلم ومعادن الهدى؟
  ولا مانع أن يعطي الله - سبحانه - آل محمد من العقل أزكى وأكثر مما أعطى أولئك الشيعة الذين أمرني بالرجوع إليهم والسؤال لهم.
  وأما قوله: فالجهل بنفسك أقبح الأشياء منك - فإنما يجهل نفسه من ملكها زمام هواه، واتبع {أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ٧٧}[المائدة].
  وأما ما ذكرت في أبياتك الذميمة، المؤسسة على البغي والنميمة، من ذكر من خالف أو هجا - فليس الذنب في ذلك لي، ولا العذر فيه إليك.
  وأما قولك فيها: إن المخرجين لأحمد بن سليمان # من ثافت هم ذؤابة معشرك - فأكثر المخالفين على الأئمة من ذؤابة معشرك، لا سيما من أشبهك منهم، وأما تعريفك لي بقولك لي: لست هنالك، ولا سلكت في تلك المسالك، وغير ذلك من اعتدائك علي، وتسرعك بالأذية إليّ - فأحسن جوابك عن ذلك السكوت، لكون عرضك أهون من نسج العنكبوت، وإني وإياك لكما قال الشاعر:
  ولو أني بليت بهاشمي ... خؤولته بنو عبد المدان
  صبرت على عداوته ولكن ... تعالوا فانظروا بمن ابتلاني
(١) لعلها: لن.