[بيان الحامل على الجواب]
  فلم أنكر أنهم صالوا بجدالهم على الأئمة، فضلاً عن سائر فرق الأمة؟
  وأما قولك: إنه بلغك أني صنفت في أذية المعتزلة أوراقاً - فلم أقصد إلا ذم من تبرأ منه الهادي #، ووصفهم بالغلو بغير الحق في ملة الإسلام.
  وأما اعتذارك لقولك في شعرك: وأسماعنا مجته لما يلج نقراً مما حكيت من قول الإمامية: إن جبريل # ينقر إذن إمامهم بالأحكام والمسائل؛ فلم تقل ينقر أذناً، بل قلت يلج نقراً؛ فميز كم بين ركاكة شعرك وبرودة عذرك؟ فلا تكن كأعمى يكشف عورته للناس ويحسب أن كلاً أعمى مثله، [..... اعتذارك ليوصدك فعل الجماعة ... شرفهم وفضلهم(١)] كما يجب تصديق النبي ÷ من كونه أفضل ولد آدم، وكون عمه أفضل الشهداء، وكون ابن عمه أخاً له ووزيراً ووصياً وإماماً بعده، وكون ابنته سيدة نساء الأمة، وكون ابنيها سيدي شباب أهل الجنة، وإمامين قاما أو قعدا، وكون الكتاب مع ذريتهما إلى يوم القيامة، وأشباه ذلك مما فضله الله به وأهل بيته للإبلاء والابتلاء، وللتمييز بين الرافضة والأولياء.
  فهذا الذي يقع به التخلص من الشبه، مع ترك المعارضة والمكابرة، والمجادلة بالباطل، ولبس الأدلة بالدلس المضلة، فاعرف ذلك إن لم تكن من جملة ما يتضمنه قول الله - سبحانه وتعالى -: {بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ ٦٣}[المؤمنون]، والسلام على من اتبع الهدى، ونهى النفس عن الهوى.
  تم ذلك بحمد الله ومنه، ولطفه وكرمه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم يا كريم.
(١) ما بين المعكوفين غير مفهوم في المخطوطة ومحل النقاط بياض فيها، وفي الهامش عبارة: «كذا في الأم».