[بيان الحامل على الجواب]
  وهذا تكلف لا حاجة إليه، بل هو مناقض لحقيقة المعجز في كلامهم؛ لأنهم يقولون: المعجز: هو الفعل الخارق للعادة المتعلق بدعوى مدعي النبوة، وما لم يحصل فيه حقيقة المعجز كان كرامة ولم يكن معجزاً، وهذا هو مذهب أئمتنا $. ومن وافقهم من علماء الإسلام، وقد وقع مثل ذلك لدون أمير المؤمنين #، مثل فضائل القاسم بن إبراهيم # والناصر للحق والهادي $، وغيرهم من الأئمة كأحمد بن سليمان # وغيره، ولولا ظهور ذلك في سيرهم لذكرنا منه طرفاً.
  وقد ذكر الفقيه العلامة حسام الدين [حميد](١) بن أحمد عند الكلام في هذه المسألة أنه قد عاين أكسحاً جاء يمشي على أربع إلى الإمام المنصور بالله # إلى صنعاء، فمسح عليه فخرج يمشي سوياً، وكذلك قصة التنين للإمام المهدي - قدس الله روحه - مما لا يمكن المعترض إنكاره؛ فقد ظهرت ظهور النهار، وسارت في جميع الأقطار، وهي خارقة للعادة.
  وأمير المؤمنين # أفضل من هؤلاء الأئمة بإجماع الأمة؛ فسقط ما أورد بحمد الله ومنِّه.
  وأما قوله - أيده الله -: إن هذه أخبار آحاد دلت على تفسيق المشائخ، وإيمانهم معلوم، فكيف ننتقل من المعلوم إلى المظنون؟
  وقوله: إن أخبار فضائل أمير المؤمنين # آحادية إلا القليل فهو متأول على أنا نقول: إنه الإمام # وله الفضل والسبق، وإنما نتوقف في المشائخ، ولا نتكلم لهم في ثلب ولا نتعرض، أفليس نحن سالمين ناجين؟
  الجواب والله الموفق: أن قوله: أخبار فضائل أمير المؤمنين # آحادية غير مسلَّم، بل أكثرها متواتر عند أهل النقل، ومدون في جميع الصحاح، وتواتره عندهم كاف في العلم به.
(١) في الأصل حميدان، وأظنه حميد بن أحمد المحلي الوادعي ¦.