[الفصل الثالث: حكاية أقوال منتزعة من كتب الإمام عبدالله بن حمزة # متضمنة لمدح العترة وذم مخالفتهم]
  وقوله: فما ظنك بمن أنكر فضل ثمرةٍ رسولُ الله ÷ أصلها، وزعم مع ذلك أنه(١) شيعي لها؟ ما تنفع الدعوى بغير شهود؟
  وقال ÷: «المرء مع من أحب، وله ما اكتسب».
  إلى قوله: وورود الحوض لا يكون إلا لأتباع آل محمد À، فهم أشياعهم، ولا يكون ذلك إلا بالاعتراف بفضلهم، ومطابقتهم في قولهم وعملهم واعتقادهم، ولا يرد الحوض إلا من خلصت مودته لهم، ولا تخلص مودة من أنكر فضلهم، وجحد حقهم، وساوى بينهم وبين غيرهم.
  وقوله: منكر فضل أهل البيت $ يشارك قتلة زيد بن علي(٢) # وأصحابه ¤ في سفك دمائهم، ووزر قتالهم؛ لأن علة قتالهم لزيد إنكار فضله وفضل أهل بيته À، وما أوجب الله على الكافة من توقيرهم،
(١) في (ب): بأنه.
(٢) هو الإمام الأعظم فاتح باب الجهاد والاجتهاد، الغاضب لله في الأرض، مقيم أحكام السنة والفرض، أبو الحسين زيد بن علي سيد العابدين بن الحسين السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب $. ولد سنة (٧٥ هـ) في أصح الأقوال، وتربى ونشأ بين وسط أسرة علوية، فأخذ العلوم على يد أبيه، وأخيه الباقر، وغيرهم من الفقهاء، وعكف على القرآن ثلاث عشر سنة حتى سمي بحليف القرآن، ففاق أقرانه ومشائخه، وهو مجدد المائة الأولى. فدعا الناس إلى طاعة الله ø والخروج ضد الظلم والفساد؛ لما سمع سب رسول الله ÷ عند هشام بن عبد الملك من قِبَل اليهودي الغدار. فسل سيفه لجهاد أعداء الله بني أمية وخرج هو ومن معه مقاتلاً لهم، فجاهد جهاد الأبطال، وأبلى بلاء الأحرار حتى أتاه سهم غادر في جبينه الشريف في المعركة من جيش هشام بن عبد الملك، فسقط # شهيداً، وأوصى ابنه أن يقاتل هؤلاء الأشرار. ولم يكتف هشام بقتله فحسب؛ بل نبشه من قبره وصلبه بكناسة الكوفة. وحصل له من الكرامات وقت صلبه، مثل: نسج العنكبوت على عورته، واسترخاء سرته حتى غطت عورته، وريح المسك النافح من موضع صلبه. ثم لما أنزل داست الخيول جسده الشريف، وأحرق وذر به في الفرات. وكان استشهاده # ليلة الجمعة لخمس بقين من محرم سنة اثنتين وعشرين ومائة، وله من العمر ست وأربعون سنة. ومن مؤلفاته #: كتاب تفسير القرآن، وكتاب غرائب معاني القرآن، كتاب الإيمان، كتاب الرد على المرجئة، كتاب الخطب والتوحيد، كتاب الإحتجاج في القلة والكثرة، كتاب فضائل أمير المؤمنين، كتاب الرسالة في إثبات الوصاية، كتاب الصفوة، كتاب تفسير الفاتحة، كتاب المناظرات، كتاب المواعظ والحكم، والمجموعان: الحديثي والفقهي.