مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الفصل الرابع: في ذكر جملة من أقوال فضلاء العترة في معنى ذلك]

صفحة 59 - الجزء 1

  الدعاة إلى الحق، وإن أمت فعلى سنن⁣(⁣١) ما ماتوا، غير راهب لمصرعهم، ولا راغب عن مذهبهم؛ فلي بهم أسوة حسنة، وقدوة هادية؛ فأول قدوتي منهم أمير المؤمنين رضوان الله عليه؛ إذ كان ما زال قائماً وقت القيام مع الإمكان حتماً، والنهوض لمجاهدة الجبارين فرضاً؛ فاعترض عليه من كان كالظلف مع الخف، ونازعه من كان كالظلمة مع الشمس، فوجدوا لعمر الله من حزب الشيطان مثل من وجدت، وظاهرهم مثل من ظاهرك، وهم لمكان الحق عارفون، ولمواضع الرشد عالمون، فباعوا عظيم أجر الآخرة بحقير عاجل الدنيا، ولذيذ الصدق بغليظ مرارة الإفك. ولو شاء أمير المؤمنين لهدأت له وركنت إليه بمحاباة الظالمين، واتخاذ المضلين، وموالاة المارقين، ولكن أبى الله ورسوله أن يكون للخائنين متخذاً، وللظالمين موالياً، ولم يكن أمره عندهم مشكلاً؛ فبدلوا نعمة الله كفراً، واتخذوا آيات الله هزواً، وأنكروا كرامة الله، وجحدوا فضيلة الله، فقال رابعهم: أنى يكون لهم الخلافة والنبوة؛ حسداً وبغياً؛ فقديماً ما حُسِد النبيون وأبناء النبيين الذين اختصهم الله بمثل ما اختصنا؛ فأخبر⁣(⁣٢) تبارك وتعالى فقال: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ٥٤}⁣[النساء]، فجمع لهم المكارم والفضائل، والكتاب والحكمة والنبوة والملك العظيم).

  وحكايته # في شرح الرسالة الناصحة عن القاسم بن إبراهيم⁣(⁣٣) #


(١) في (ب): سبيل.

(٢) في (ب): فأخبر عنهم، وفي التحف: فأخذ عليهم.

(٣) الإمام ترجمان الدين ونجم آل الرسول، وإمام المعقول والمنقول، الإمام أبو محمد القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب À. جمع خصال الفضل والعلم والورع والزهد حتى أجمع على فضله المؤالف والمخالف، وأجمع على إمامته أهل البيت $. دعا إلى الله بعد استشهاد أخيه محمد بن إبراهيم # سنة (١٩٩ هـ)، من بلاد مصر، وجاءته البيعة من المدينة ومكة والكوفة، وبايعه أهل الديلم والري وطبرستان وقزوين، وكاتبه أهل العدل من البصرة والأهواز، بايعه أكثر أهل مصر وحضوه على القيام فلم =