مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الفصل الرابع: في ذكر جملة من أقوال فضلاء العترة في معنى ذلك]

صفحة 60 - الجزء 1

  أنه قال في أول كتاب تثبيت الإمامة:

  (الحمد لله فاطر السماوات والأرض، مفضل بعض مفطورات خلقه على بعض، بلوى منه تعالى للفاضلين بشكره، واختباراً للمفضولين بما أراد في ذلك من أمره؛ ليزيد الشاكرين في الآخرة بشكرهم من تفضيله، وليذيق المفضولين بسخط إن كان ذلك منهم من تنكيله⁣(⁣١)، ابتداء في ذلك للفاضلين بفضله، وفعلاً فعله بالمفضولين عن عدله؛ [و⁣(⁣٢)] لقوله جل ثناؤه، وتباركت وتقدست أسماؤه: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ٢٣}⁣[الأنبياء].

  قال الإمام #: فهذا تصريح منه # بالمفاضلة منه بين خلقه، وبأنه ابتدأهم بذلك، وبأنه أوجب على الفاضلين الشكر، وعلى المفضولين الصبر، وأن المفضولين إن سخطوا حكمه وقسمه في ذلك نكلهم، وأن الفاضلين إن شكروا زادهم في الآخرة، وأعطاهم ثواب الشاكرين، وهذا مذهبنا بغير زيادة ولا نقصان، قد أجمله ~ في هذا الفصل، والحمد لله الذي جعلنا من ذريته، وهدانا لسلوك منهاجه.

  فالواجب على العاقل إنصاف نفسه، وتصفح قول هداته وأئمته، وإمعان النظر في كتاب ربه، والاقتداء بالمستحفظين من عترة نبيه - صلى الله عليه وعليهم أجمعين -.


= تنتظم أموره ولم يتمكن من الجهاد لشدة متابعة الظالمين من العباسيين له لخوفهم ورعبهم منه، وعاصره عدة منهم هارون الغوي والمأمون والمعتصم، وقد جدوا في طلبه # فلم يتمكنوا من ذلك. ولبث القاسم # في الدعاء إلى الله إلى سنة (٢٤٦ هـ)، وهي السنة التي توفي بها، وله من العمر سبع وسبعون سنة، له المؤلفات الكثيرة الدالة على علمه وبراعته، منها: كتاب الدليل الكبير، والناسخ والمنسوخ، والرد على النصارى، والرد على المجبرة، وأجوبة مسائل النيروسي، والكلاري وغيرها كثير.

(١) في تثبيت الإمامة للإمام القاسم الرسي #: لسخط إن كان منهم في ذلك من تنكيله.

(٢) زيادة من نخ (ب)، وفي تثبيت الإمامة: يقول الله جل ثناؤه.