مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الفصل الرابع: في ذكر جملة من أقوال فضلاء العترة في معنى ذلك]

صفحة 61 - الجزء 1

  وحكايته # لمثل ذلك عن محمد بن القاسم⁣(⁣١) #، التي عقبها بقوله: وما حكيناه عن محمد بن القاسم # مذكور في سيرة الهادي #، وقد كان في قول القاسم # كفاية، ولكنا أردنا مظاهرة أقوال آبائنا $؛ ليعلم المستبصر اللبيب أنا على منهاجهم نلقطه لقطاً، وأن من انتسب إلى آبائنا $، ورفضنا جعل ذلك تدليساً لأمره، وتلبيساً على العوام بمكره، وأنه كما خالفنا، هو أيضاً مخالف لآبائنا $، وإنما انتسب إليهم إلحاداً في الدين، وتمويها على ضعفة المسلمين.

  وحكايته # عن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين⁣(⁣٢) # لما ذكر في


(١) الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $. العالم النحرير بلغ في العلم مبلغ الأئمة السابقين، وكان فاضلاً ورعاً مجاهداً في سبيل الله، زاهداً ورعاً، وجامعاً لخصال الكمال. باع نفسه في سبيل الله فخرج إلى الحيرة وبويع له بيعة كبيرة، وبويع له باليمن ومصر، فتوالت جيوش بني العباس على من بايعه حتى نكثوا بيعته ولم يبق معه إلا شرذمة قليلة من ولد الحسن والحسين وجعفر وعقيل وغيرهم؛ فكره أن يلقي بهم إلى التهلكة. وكان ~ مجتهداً في الأمر حتى علت سنه ولزمه مرض في ركبتيه أزمَنَه فزل عنه فرض القيام، ووافته المنية في أواخر سنة (٢٨٤ هـ). واشتهر # بالتأليف والتصنيف؛ فمن مؤلفاته: الأصول الثمانية مختصر في أصول الدين، وتفسير القرآن، تفسير بعض الآيات القرآنية وسورة يس، شرح شروط الإيمان، والشرح والتييين في أصول الدين، الهجرة والوصية، وأجوبة على أسئلة في حكاية موسى في القرآن.

(٢) هو الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ مولده بالمدينة سنة (٢٤٥ هـ). اشتهر فضله وعلا صيته، فخرج إليه رؤساء أهل اليمن فساعدهم للخروج معهم الخرجة الأولى سنة (٢٨٠ هـ)، وهي السنة التي قام فيها بالدعوة، ثم رجع لما شاهد من بعض عسكره أخذ شيء من أموال الناس، وخرج الخرجة الثانية سنة (٢٨٤ هـ). وأحيا الله به معالم الدين، وأقام به شريعة سيد المرسلين، وجدد الله به الدين في اليمن الميمون، وطمس بجهاده رسوم الملحدين، وجاهد القرامطة الأشرار، والباطنية الفجار، وله معهم نيف وسبعون وقعة، وله مع بني الحارث في نجران نيف وسبعون وقعة، وخُطِب له بمكة سبع سنين. وورده فيه أخبار نبوية وآثار علوية تبشر به، وخصه الله بعلم الجفر، وكان معه سيف جده علي بن أبي طالب # ذي الفقار وكان يضرب به ضرب جده. وقد أجمع المؤالف والمخالف على فضله، وكان حسن السيرة في الرعية، عادلاً قائماً بالقسط ورعاً زاهداً، وله المؤلفات الكثيرة، منها: الأحكام، والمنتخب، والفنون، وكتاب مسائل الرازي، وغير ذلك. توفي # شهيداً بالسم ليلة الأحد، لعشر بقين من ذي الحجة سنة (٢٩٨ هـ) وعمره (٥٣ سنة)، ودفن في قبره مقابل محرابه في جامعه الذي أسسه بصعدة، وقبره مشهور مزور.