مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

وألفي قولها كذبا ومينا

صفحة 105 - الجزء 1

  الفهم. وصعوبة الفهم مما يوجب منافرة الكتاب فيترك تعاطيه وتداوله. وقد وصف المصنف كتابه بأنه مهذب سهل المأخذ مع الاختصار وفى ذلك تعريض بأن لا تطويل فيه، ولا حشو، ولا تعقيد كما للسكاكى قال فى المطول: ولعمرى لقد أفرط المصنف فى وصف القسم الثالث بأن فيه حشوا، وتطويلا، وتعقيدا تصريحا، ولا يعنى فى قوله، «ولكن كان غير مصون إلخ». وتلويحا ثانيا يعنى فى قوله «قابلا للاختصار إلخ». وتعريضا ثالثا يعنى فى وصفه كتابه بضد ذلك (وأضفت) أى: ضممت (إلى ذلك) إلى ما تضمنه من قواعد القسم الثالث، وما يحتاج إليه من الأمثلة والشواهد (فوائد) جمع الفائدة وهى: ما يتجدد مما له نفع. (عثرت) أى اطلعت من غير قصد طلبها بخصوصها. (فى بعض كتب القوم) ويعنى بالقوم البيانيين (عليها) أى: على تلك الفوائد (وزوائد لم أظفر) أى: لم أتصل، ولم أفز (فى كلام أحد بالتصريح بها) أى: بتلك الزوائد (ولا الإشارة إليها) وذلك بأن يدل عليها كلام أحدهم، ولو بمطلق الالتزام، أو بالمفهوم وإلا ضعف فتؤخذ منه ولو لم يقصدها صاحب هذا الكلام، ولا ينال فى ذلك كون أصل مدركها قواعد هذا الفن بممارستها وقواعد فن آخر؛ لأن ما يدرك بممارسة القواعد، ويحصل بها لا ينسب لأحد (وسميته) أى: هذا المختصر (تلخيص المفتاح) أى: تنقيحه، وتهذيبه فى الجملة. وهذا المختصر المعين تلخيص المفتاح فإذا سمى بهذا الاسم طابق باعتبار معناه الكلى هذا المعنى الجزئى، أو طابق هذا الاسم باعتبار معناه الجزئى معناه الكلى.

  (وأنا أسأل الله تعالى) أى: سميته، والحال أنى أسأل الله تعالى (من فضله أن ينفع به) كل طالب (كما نفع بأصله) أى: أسأل الله تعالى النفع به حال كون ذلك النفع كائنا من فضله وجوده، لا لعمل ثقة بإخلاصه، ولا لسعى ثقة بإتمامه، بل بمجرد الفضل والكرم. كما نفع بأصله وهو المفتاح وكونه أصلا؛ لأنه تلخيص للقسم الثالث منه. وما كان جزؤه أصلا لغيره فهو أصل لذلك الغير. وصح ورود الحال من أن ينفع مع تنكيره لتقدمه، وخص السؤال بوقت التسمية - بعد التمام المشعرة بمدح المسمى - دفعا لما يخشى من عجب التمدح بالعمل الموجب لنقصان بركته ونفعه (إنه ولى ذلك)