مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

الاستعارة

صفحة 18 - الجزء 2

الاستعارة

  (٢٦٩) والاستعارة قد تقيد بالتحقيقيّة؛ لتحقق معناها⁣(⁣١) حسّا أو عقلا؛ كقوله [من الطويل]:

  لدى أسد شاكى السّلاح مقذّف⁣(⁣٢)

  أى: رجل شجاع، وقوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ}⁣(⁣٣) أى: الدّين الحقّ.

  (٢٨٠) ودليل أنها مجاز لغوىّ: كونها موضوعة للمشبّه به، لا للمشبّه، ولا للأعمّ منهما.

  وقيل: إنها مجاز عقلى بمعنى: أن التصرّف فى أمر عقلىّ لا لغوى؛ لأنها لما لم تطلق على المشبّه، إلا بعد ادّعاء دخوله فى جنس المشبّه به. كان استعمالها فيما وضعت له؛ ولهذا صحّ التعجّب فى قوله⁣(⁣٤) [من الكامل]:

  قامت تظلّلنى من الشّمس ... نفس أعزّ علىّ من نفسي

  قامت تظلّلنى ومن عجب ... شمس تظلّلنى من الشّمس

  والنهى عنه قوله [من المنسرح]:

  لا تعجبوا من بلى غلالته ... قد زرّ أزراره على القمر⁣(⁣٥)

  وردّ: بأن الادعاء لا يقتضى كونها مستعملة فيما وضعت له، وأمّا التعجّب، والنهى عنه: فللبناء على تناسى التشبيه؛ قضاء لحقّ المبالغة.


(١) أى المشبه.

(٢) لزهير فى ديوانه ص ٢٣، من معلقته المشهورة التى يمتدح فيها الحارث بن عوف، وهرم بن سنان وتمام البيت: له لبد أظفاره لم تقلم وفى المصباح ١٣٧، والطراز ١/ ٢٣٢.

(٣) الفاتحة: ٥.

(٤) البيتان لابن العميد، نهاية الإيجاز ص ٢٥٢، والطراز ١/ ٢٠٣، والمصباح ص ١٢٩.

(٥) البيت لابن طباطبا العلوى، وهو أبو الحسن محمد بن أحمد، الطراز ٢/ ٢٠٣، نهاية الإيجاز ص ٢٥٣، والمصباح ص ١٢٩.