مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

الحل:

صفحة 696 - الجزء 2

  في العقد من التغيير الكثير، وأما عقد غير القرآن والحديث ف (كقوله: ما بال من أوله نطفة* وجيفة آخره يفخر)⁣(⁣١) وجملة يفخر في محل نصب على الحال، أي: ما باله مفتخرا، وصح مجيء الحال عن المضاف إليه؛ لأن المضاف بصدد السقوط، والعامل ما تضمنته ما، والتقدير أسأل عن حاله مفتخرا، ولو قيل حينئذ: أسأل عنه مفتخرا في هذه الحال صح، وهذا البيت (عقد) فيه (قول) مولانا (على رضي الله) تعالى (عنه مالا بن آدم والفخر) أي: أي شيء ثبت لابن آدم، فيثبت له الفخر أي: أي جامع بينهما (إنما أوله) أي: أصله (نطفة، وآخره جيفة) أي: وحاله الأخيرة حال جيفة، فمن أين يأتيه الافتخار؟ وقد زاد بعضهم في معنى هذا الكلام فقال مالك وللفخر أولك نطفة مذرة، ووسطك جسم حامل للعذرة، وآخرك جيفة قذرة، فمالك وللفخر.

الحل:

  (وأما الحل) وهو مقابل للعقد من الألقاب السابقة (فهو) أي: فمعناه (أن ينثر نظم) أي: أن يجعل النظم نثرا، وشرط كونه مقبولا أمران:

  أحدهما: أن يكون سبكه حال نثره أي: تركيبه وجمعه مختارا حسنا لا يتقاصر عن النظم في حسنه، وذلك بأن يشتمل على ما ينبغي أن يراعى من بديع النثر الذي به يكون كهيئة النظم، ككونه مسجعا ذا قرائن مستحسنة، فلو كان غير ذلك لم يقبل.

  والآخر: أن يكون مطابقا لما تجب مراعاته من البلاغة مستقرا في مكانه الذي يجب أن يستعمل فيه، فلو كان قلقا لعدم طباقه مضطربا لعدم موافقته محله لم يقبل، وليس من شرطه أن يستعمله في نفسه معناه، بل لو نقله من هجو إلى مدح مثلا مع كونه مطابقا قبل، فالمستكمل للشرطين (كقول بعض المغاربة) في وصف شخص بأنه سيئ الظن؛ لقياسه على نفسه غيره (فإنه لما قبحت فعلاته) أي: أفعاله (وحنظلت نخلاته) أي: صارت ثمار نخلاته كالحنظل، وهذه الجملة تمثيلية فإنه شبه حال من تبدلت


(١) البيت لأبى العتاهية، انظر عقود الجمان (٢/ ١٩١)، والإشارات (٣١٩).