مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

الوجه الخامس: التذييل

صفحة 664 - الجزء 1

  كانت بديعيات وقد تقدم التنبيه على مثل هذا غير ما مرة فليتنبه له ليتنصل به عما يرد من مثل هذا فيما يأتى.

  نعم يقال إذا كان هذا الإيغال من المعانى التى يراعى فيها مقتضيات الأحوال فلا وجه لتخصيصه بالشعر فلهذا قيل بعد الاختصاص، وهو القول الثانى وإليه أشار بقوله (وقيل لا يختص بالشعر) وعليه يقال فى تعريفه هو ختم الكلام بما يفيد نكتة يتم المعنى بدونها (ومثل) لذلك فى غير الشعر (بقوله تعالى): {قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ})⁣(⁣١) فقوله وهم مهتدون مما يتم المعنى بدونه، للعلم والقطع بأن الرسل المأمور باتباعهم مهتدون، ولكن فيه زيادة حث على الاتباع، وزيادة ترغيب فى الرسل، من جهة التصريح بوصف هداهم فإن التصريح بالوصف المقتضى للاتباع فيه مزيد التأثير على ذكره ضمنا، وزيادة الحث على الاتباع لا تخفى مناسبته بل نقول: إن قوله اتبعوا من لا يسألكم أجرا من هذا المعنى، للعلم بأن الرسول لا يسأل أجرا فيكون إطنابا لنكتة الحث المذكور.

الوجه الخامس: التذييل

  (وإما بالتذييل) أى: والإطناب يحصل إما بالإيضاح بعد الإبهام، وإما بكذا وإما بالتذييل، وهو فى الأصل جعل الشيء ذيلا للشيء (و) فى الاصطلاح: (هو تعقيب الجملة بجملة) أى: جعل الجملة عقب (أخرى) وسواء كان لها محل من الإعراب، أم لا وسيأتى فى الشرح ما يقتضى أن الجملة التى جعلت تذييلا، يشترط أن لا يكون لها محل من الإعراب ثم وصف الجملة المجعولة عقب أخرى بقوله (تشتمل) أى: من وصف تلك الجملة المذيل بها أنها تشتمل (على معناها) أى تشتمل تلك الجملة المعقب بها على معنى الأولى المعقبة (ل) قصد (التوكيد) بتلك الجملة الثانية، وذلك عند اقتضاء المقام للتأكيد فبينه وبين الإيغال عموم من وجه فيجتمعان فيما يكون فى ختم الكلام، لنكتة التأكيد بجملة كما يأتى فى قوله تعالى: {جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا


(١) يس: ٢٠، ٢١.