مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

الوجه السادس: التكميل

صفحة 670 - الجزء 1

  العموم أى: لا مهذب من الرجال لا تنفع فى كونه غير مفهوم من اللفظ، وكلامنا فيما يفهم من اللفظ ليكون ما بعده تأكيدا نعم قد تجعل العادة قرينة فيفيد ما ذكر على بعد وعدم وضوح.

الوجه السادس: التكميل

  (وإما بالتكميل) أى: يكون الإطناب إما بالإيضاح وإما بكذا وإما بالتكميل (ويسمى) هذا النوع من الإطناب (الاحتراس أيضا) أى: زيادة على تسميته بالتكميل أما تسميته بالتكميل فلتكميله المعنى بدفع خلاف المقصود عنه، وأما تسميته بالاحتراس فهو من باب حرس الشيء حفظه، وهذا فيه حفظ المعنى ووقايته من توهم خلاف المقصود؛ لأن ما أتى به فيه يحترز به عن خلاف المقصود (و) لهذا يعرف بأنه (هو أن يؤتى فى كلام يوهم خلاف المقصود بما) أى: بقول (يدفعه) أى: يدفع ذلك الإيهام، سواء كان ما أتى به فى وسط الكلام، أو فى آخره وسواء كان جملة أو غيرها، فيكون بينه وبين الإيغال عموم من وجه لاجتماعهما فيما يكون فى الختم، لدفع خلاف المقصود وانفراد الإيغال فيما ليس فيه دفع خلاف المقصود، كما فى قولها: وإن صخرا ... إلخ وانفراد التكميل بما فى الوسط كما فى قوله: فسقى ديارك إلخ ويكون بينه وبين التذييل عموم من وجه إن صح مجامعة التأكيد الكائن بالتذييل، لدفع الإيهام لزيادة التكميل بما يكون بغير جملة وزيادة التذييل بما يكون لمجرد التوكيد الخالى عن دفع الإيهام، وإن لم يجعل التوكيد مجامعا لدفع الإيهام فهما متباينان، والحق ثبوت الفرق بين دفع ما يوهمه الكلام، وبين دفع توهم السامع أن الكلام مجاز أو دفع غفلته عن السماع، أو دفع السهو. فلا يستلزم التذييل التكميل، فالتكميل أعم من التذييل مطلقا، وأيضا لو فسر بما يقتضى عمومه بالإطلاق للتذييل لاستغنى به عنه، وهو يباين التكرار والإيضاح مباينة الإيغال والتذييل لهما. وقد مثل لما فيه دفع خلاف المقصود وهو غير جملة فى وسط الكلام فقال (كقوله) أى: كقول طرفة: