مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

التضمين

صفحة 60 - الجزء 2

  (٦٨٦) ولا بأس بتغيير يسير للوزن أو غيره؛ كقوله⁣(⁣١) [من مخلّع البسيط]:

  قد كان ما خفت أن يكونا ... إنّا إلى الله راجعونا

التضمين

  (٦٨٧) وأمّا التضمين: فهو أن يضمّن الشّعر شيئا من شعر الغير، مع التنبيه عليه إن لم يكن مشهورا عند البلغاء؛ كقوله [من الوافر]:

  على أنّى سأنشد عند بيعى ... أضاعونى وأىّ فتى أضاعوا؟⁣(⁣٢)

  (٦٩١) وأحسنه ما زاد على الأصل بنكتة؛ كالتورية والتشبيه فى قوله⁣(⁣٣) [من الطويل]:

  إذا الوهم أبدى لى لماها وثغرها ... تذكّرت ما بين العذيب وبارق

  ويذكرنى من قدّها ومدامعى ... مجرّ عوالينا ومجرى السّوابق

  (٦٩٣) ولا يضرّ التغيير اليسير. وربّما سمى تضمين البيت فما زاد: استعانة، وتضمين المصراع فما دونه: إيداعا ورفوا.

العقد

  (٦٩٤) وأما العقد: فهو أن ينظم نثر لا على طريق الاقتباس؛ كقوله (أبى العتاهية):

  ما بال من أوّله نطفة ... وجيفة آخره يفخر؟

  عقد قول على ¥: (وما لابن آدم والفخر، وإنّما أوّله نطفة، وآخره جيفة).


(١) أورده محمد بن على الجرجانى فى الإشارات ص ٣١٦، وعزاه لبعض المغاربة، وفيه اقتباس من سورة البقرة ١٥٦.

(٢) أورده محمد بن على الجرجانى فى الإشارات ص ٣١٨، والبيت للحريرى، وعجزه للعرجى.

(٣) هو صاحب التحبير، والعجز الأخير للمتنبى. وصاحب التحبير هو ابن أبى الإصبع المصرى، ولماها: سمرة شفتيها، ومجر عوالينا: جر الرماح، الإشارات ص ٣١٨.