المقبول
التشبيه المرسل
  (أو مرسل) هو مقابل قوله: إما مؤكد وهو معطوف عليه أى: التشبيه باعتبار الأداة إما مقيد بحذفها ويسمى مؤكدا كما تقدم، وإما مرسل أى: يسمى بذلك لإرساله من التقييد بحذف الأداة الموجب للتوكيد، وإن شئت قلت: لإرساله من التوكيد (وهو) أى: والمرسل هو الكائن (بخلافه) أى: على خلاف المؤكد فيقال فيه: هو ما ذكرت فيه أداة التشبيه كقولك: «زيد كالأسد» وحيث ذكرت صار مرسلا من موجب التأكيد الذى هو الحذف، وقد تقدم أن الحذف كقولك: «زيد أسد» يشعر بحسب ظاهره من غير رعاية مقتضى الأصل من تقدير الأداة أن المشبه به صار نفس المشبه صدقا، وبذلك صار مؤكدا، وقد بينا ذلك فيما مر من الأمثلة مع ما فيه بما أغنى عن الإعادة، ثم أشار إلى تقسيم آخر فى التشبيه باعتبار الغرض بعد الفراغ من التقاسيم السابقة بقوله:
أقسام التشبيه باعتبار الغرض:
  (و) ينقسم التشبيه (باعتبار الغرض) منه إلى قسمين، وذلك أنه:
المقبول
  (إما مقبول) عند القوم (وهو) أى: المقبول عند القوم هو (الوافى بإفادته) أى: بإفادة الغرض المطلوب منه، وذلك بأن يكون محله مشتملا على ما يفيد ذلك الغرض، وقد تقدم أن الغرض مرجعه إلى وجه الشبه، وأن كونه غرضا يكون باعتبار، وكونه وجها يكون باعتبار آخر، فمن حيث كونه وصفا موجودا فى الطرفين يكون وجها، ومن حيث كونه مبينا لإمكان المشبه، أو لحاله، أو لمقدارها، أو مثبتا لتقريرها، أو لزينه، أو شينه، أو استطرافه يكون غرضا بنفسه، أو تقول نفس بيانه، أو تقريره لما ذكر هو الغرض على ما تقدم فى بيان الغرض (بأن يكون) أى: ويحصل إفادته الغرض مثلا بأن يكون (المشبه به أعرف) من المشبه عند السامع (بوجه الشبه فى بيان الحال) أى: فى التشبيه الذى يكون الغرض منه بيان الحال، ولا يشترط فى إفادة هذا الغرض أن يكون المشبه به أعرف من كل شيء عند كل أحد، وإن كان ذلك إن أمكن أوكد، ولذلك